تتأهب القوات العراقية، بحسب مسؤولين عسكريين، لهجوم جديد على «داعش» بالاستعانة بأساليب جديدة، لكن العمليات الرامية لإخراج التنظيم الإرهابي من مدينة الموصل، آخر معاقله في البلاد، شبه متوقفة. وتشير الأممالمتحدة إلى مغادرة عائلاتٍ المدينة، الواقعة في شمال البلاد، خلال فترة هدوء القتال. يأتي ذلك ضمن موجة نزوح السكان الذين يفرون يومياً بالآلاف إلى مخيمات مزدحمة باردة أو يتوجهون للإقامة مع أقارب لهم. وتمكنت العملية المدعومة من الولاياتالمتحدة لطرد «داعش» من الموصل، التي دخلت شهرها السادس الآن، من استعادة معظم أجزاء المدينة. وتسيطر القوات العراقية على الجزء الشرقي من المدينة بالكامل ونحو نصف الجزء الغربي. لكن التقدم تعثّر في الأسبوعين الأخيرين مع وصول القتال إلى الحي القديم الذي تنتشر به الأزقة الضيقة. وردّ مقاتلو «داعش» بقتالٍ شرس، واستخدموا السيارات الملغومة والقناصة وقذائف المورتر ضد القوات والسكان. وأفاد المتحدث باسم قوات الرد السريع العراقية، المقدم عبد الأمير المحمداوي، بأنه لم تكن هناك عمليات أمس الجمعة. وأوضح، في تصريحٍ عبر الهاتف، أن الهجمات ستُستأنَف قريباً بالاستعانة بأساليب جديدة تناسب القتال في الحي القديم، لكنه لم يسهب في التفاصيل. فيما ذكر ضابط في الشرطة الاتحادية، طلب عدم نشر اسمه لحساسية الأمر، أن الأساليب الجديدة ستشمل نشر وحدات إضافية من القناصة لمواجهة قناصة التنظيم الإرهابي. وتمركز مقاتلو التنظيم في منازل مملوكة لسكان المدينة؛ لإطلاق النار على القوات. ونفذ التنظيم، كذلك، هجمات مضادة منعت أحياناً القوات من التقدم عند المشارف الجنوبية للحي القديم. ويلاحظ مسؤولون عسكريون أن السحب والأمطار في الأسابيع الأخيرة حالت دون توفير دعم جوي فاعل. ومن بين الأهداف القادمة للقوات العراقية داخل الحي القديم جامع النوري، الذي ستمثل السيطرة عليه نصراً رمزياً كبيراً. وكان زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي أعلن من هذا الجامع، عام 2014، إقامة ما سماها «دولة خلافة» في مناطق كبيرة من العراق وسوريا. ومع استمرار المعركة؛ يواجه مزيدٌ من المدنيين خطر فقد الحياة أو النزوح عن الديار. وتدفّق مئات النازحين خارج المدينة، أمس، وساروا في الوحل وهم يحملون حقائبهم وأمتعتهم. وذكر رجلٌ أن قناصة «داعش» أطلقوا النار على الفارين الذين قُتِلَ بعضهم في انفجارات. ويلاحظ سكان أن الوضع داخل المدينة يتدهور مع عدم وجود مياه أو كهرباء أو وصول إمدادات غذاء.