سيطرت القوات العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة على الجسر الثاني من جسور الموصل الخمسة أمس، مما أعطى دفعة لهجومها على ما تبقى من معقل تنظيم داعش في الجزء الغربي من المدينة، حسب وكالة «رويترز» للأنباء. ودُمرت جسور الموصل الخمسة التي تمر فوق نهر دجلة لكن السيطرة عليها وإصلاحها سيسهل تحرك القوات المتقدمة على طول النهر الذي يقسم الموصل إلى قسمين. وجسر الحرية هو ثاني جسر تسيطر عليه القوات العراقية في المدينة بعد أن سيطرت على جسر يقع على مسافة أبعد إلى الجنوب منه. وستحمي السيطرة عليه القوات المتقدمة صوب مجمع قريب للمباني الحكومية من الخلف. وقال مسؤول إعلامي كبير بوحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية وتقود التوغل في الأحياء على طول نهر دجلة «سيطرنا على جسر الحرية من الطرف الأيمن (الغربي)». ومن شأن استعادة الموقع أن يساعد هجوم القوات العراقية على المتشددين في المدينة القديمة. كما سيمثل خطوة رمزية باتجاه استعادة سلطة الدولة على الموصل حتى على الرغم من تدمير المباني وعدم استخدام الدولة الإسلامية لها. وستدخل معركة الموصل التي بدأت في 17 أكتوبر مرحلة أكثر تعقيداً في المدينة القديمة المكتظة بالسكان. وتسارعت وتيرة النزوح في الأيام القليلة الماضية مع اشتداد القتال وسط المناطق السكنية حيث يعاني السكان منذ أشهر بالفعل من نقص الطعام والمياه والكهرباء. وانتزعت القوات العراقية السيطرة على الجانب الشرقي من الموصل في يناير بعد قتال دام مئة يوم وبدأت هجومها على المناطق التي تقع غربي دجلة في 19 فبراير. وستسحق هزيمة داعش في الموصل الجناح العراقي من للتنظيم الذي أعلن عن دولته على أجزاء من سوريا والعراق. ويقدم تحالف تقوده الولاياتالمتحدة دعماً جوياً وبرياً رئيساً للقوات العراقية في معركة الموصل. وقال العميد بالشرطة الاتحادية شعلان علي صالح لرويترز «في الساعات المقبلة سترفع قواتنا العلم العراقي فوق مبنى المحافظة». وأقام المتشددون حواجز في الشوارع باستخدام مركبات مدنية ملغومة لعرقلة تقدم القوات العراقية التي واجهت أيضا نيران القناصة والبنادق الآلية وقذائف المورتر وكذلك متفجرات يجري إسقاطها من طائرات خفيفة من دون طيار. وتستخدم وحدات الشرطة الاتحادية التي تشارك أيضاً في الهجوم طائرات مماثلة من دون طيار لضرب المتشددين. ويعتقد الجيش العراقي أن عدة آلاف من المتشددين ومنهم كثيرون جاؤا من دول غربية يختبئون بين المدنيين المتبقين الذين قدرت منظمات إغاثة أعدادهم بنحو 750 ألف شخص في غرب الموصل في بداية أحدث مرحلة من الحملة. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 40 ألف شخص فروا من منازلهم خلال الأسبوع الماضي ليرتفع إجمالي النازحين من المنطقة منذ بدء الهجوم إلى حوالي 210 آلاف.