أعلن تحالف دعم الشرعية اليمنية اعتراض قواته البحرية 3 زوارق تابعة للميليشيات الحوثية قبالة ميناء ميدي (شمال غربي اليمن) كانت تحاول تنفيذ هجومٍ ضد سفن التحالف. في الوقت نفسه؛ أفاد التحالف باعتراض قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي صاروخاً أطلقته الميليشيات من داخل الأراضي اليمنية تجاه جيزان (جنوبي المملكة). وقالت قيادة التحالف، في بيانٍ أمس، إن "قوات التحالف البحرية اعترضت مساء أمس الخميس 17/ 6/ 1438ه الموافق 15/ 3/ 2017م عند الساعة 20:45 ثلاثة زوارق تابعة للميليشيات الحوثية قبالة ميناء ميدي كانت تحاول تنفيذ هجوم ضد سفن التحالف التي كانت تنفذ مهامها اليومية". وأشار البيان إلى تدمير أحد الزوارق وإيقاف آخر والقبض على من فيه بينما تمكن الثالث من الفرار، و"يجري حالياً التحقيق مع من تم القبض عليهم ومتابعة البحث عن الزورق الثالث". وذكرت قيادة التحالف، في بيانٍ آخر أمس، أن "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت ظهر اليوم الجمعة 18/ 6/ 1438ه الموافق 17/ 3/ 2017م صاروخاً أطلقته الميليشيات الحوثية من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جيزان". وأفاد البيان باعتراض الصاروخ وتدميره دون أي أضرار، لافتاً إلى مبادرة القوات الجوية للتحالف، في الحال، باستهداف موقع الإطلاق. في غضون ذلك؛ اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية الانقلابيين (ميليشيات الحوثي- صالح) بتنفيذ قصفٍ صاروخي، ظهر أمس، على مسجدٍ داخل معسكرٍ في محافظة مأرب (شرق)، ما أسفر، في حصيلة أوّلية، عن مقتل 22 شخصاً وإصابة عشرات آخرين بجروح بعضها خطير. وأدانت الحكومة بأشد العبارات هذه الجريمة، ووصفتها بالمروعة. وذكرت، في بيانٍ لها، أن الانقلابيين استهدفوا، بصاروخين موجهين، أحد المساجد في منطقة كوفل في مأرب أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة. وعدّ البيان هذا الاستهداف تعبيراً صارخاً عمّا وصلت إليه الميليشيات من "انحطاط" و"تجرد من كل مشاعر الإنسانية". وأفادت وكالة الأنباء "رويترز"، عبر موقعها الإلكتروني، بأن "صاروخين أطلِقا على المسجد الموجود داخل معسكر كوفل غربي مأرب". ونقلت الوكالة عن مسؤولين محليين في المحافظة أن 22 شخصاً قُتِلوا إثر الهجوم الذي وقع أثناء أدائهم صلاة الجمعة. وجاء في بيان الحكومة الشرعية أن "تمادي الميليشيات الانقلابية في جرائمها باستهداف المصلين في المساجد بالقصف الصاروخي؛ تعبير صارخٌ وكاشفٌ عما وصلت إليه هذه الفئة الضالة من انحطاطٍ أخلاقي وديني وقيمي وتجردها من كل مشاعر الإنسانية"، ل "تتفوق في بشاعتها حتى على أعتى جماعات التطرف والإرهاب من أخواتها في داعش والقاعدة، حيث سبق ذلك إقدامها على تفجير المساجد وتدميرها واستهداف الخطباء ضمن مشروعها الطائفي والمذهبي المقيت والدخيل على ثقافة وعروبة ووسطية شعبنا اليمني الأبي". وشددت الحكومة: «ما شهدناه اليوم وعلى مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأجمعه، من توجيه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح صاروخين وقصف مسجد يعج بالمصلين في يوم الجمعة المباركة، ما هو إلا حلقة ضمن مسلسل المشروع الفارسي الإيراني الذي يتسبب بالتدمير والتنكيل ومحاولة طمس الهوية حيثما حلّ». واعتبر البيان أن «العلاج الناجع والوحيد لدرء خطر هذه الميليشيات القاتلة والمجرمة وأجندتها المشبوهة هو استكمال تحرير ما تبقى من أراضي الوطن تحت سيطرتها وجبروتها وغطرستها». مشدداً على أن «الحكومة الشرعية لن تقبل أو تساوم في مسألة بقاء الأسلحة الثقيلة والصواريخ الموجّهة بيد هذه الميليشيات الانقلابية المتمردة والمتجردة من كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، وذلك كي لا يبقى الشعب اليمني ودول الجوار رهينة إرهابها وغطرستها ونزواتها لإرضاء داعميها في إيران التي تستخدمهم كمنصة لإطلاق التهديدات والضغط على المجتمع الدولي». في الوقت نفسه؛ رأى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أن استهداف الانقلاب مسجداً يؤكد أن الميليشيات هي الوجه الحقيقي للإرهاب. وندد الرئيس في اتصال هاتفي بمحافظ مأرب، اللواء سلطان العرادة، بتعدي الميليشيات بشكلٍ سافرٍ على المساجد، واصفاً هجومهم على مسجد في المحافظة بالعمل الإرهابي الجبان من قِبَل عدو لا يرقب في اليمنيين إلاً ولا ذمة. بدوره؛ اتهم نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، الميليشيات باستهداف المسعفين الذين حاولوا إنقاذ جرحى الهجوم على المسجد. واعتبر الأحمر في اتصال هاتفي مع العرادة أن الجريمة جريمتان وتكشف الوجه الحقيقي للانقلاب. وأشارت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ نت» إلى توجيه هادي والأحمر باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتأمين الأحياء والمساجد والاعتناء بالجرحى وذوي الشهداء. على صعيدٍ آخر؛ قُتِلَ 21 عنصراً من الميليشيات وأصيب آخرون أمس في مديرية عسيلان في محافظة شبوة (جنوب). وذكر مصدر عسكري يمني ل "سبأ" أن قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) تصدّت بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة وحتى الساعات الأولى من الصباح لعدة هجمات شنها الانقلابيون في محاولةٍ لتجديد احتلالهم منطقة طوال السادة ومحيط هجر بن كحلان في عسيلان. وأشار المصدر إلى مقتل 21 عنصراً من الانقلابيين وجرح عشرات على الإثر، فيما استردت قوات الجيش بدعمٍ من المقاومة أسلحةً خلّفها المهاجمون وراءهم قبل أن يفرّوا. ومن بين القتلى، بحسب ما أوردت "سبأ"، قائد "كتائب الموت الحوثية" أبو عمار. وفي عدن (العاصم المؤقتة جنوباً)؛ أعلنت مؤسسة موانئ خليج عدن جاهزية ميناء المدينة لاستقبال حركة الحاويات المحملة بالبضائع والمواد الإغاثية. وأوضحت المؤسسة، في بيانٍ أمس، أن ميناء الحاويات وفّر، بعد الاتفاق مع برنامج الغذاء العالمي، مخازن خاصة لخزن المواد الإغاثية، علماً أن "لديه القدرة على القيام بمثل هذه الترتيبات مع المنظمات الإغاثية الأخرى كلما تطلّب الأمر ذلك". ولفت البيان، في ذات الإطار، إلى "تمكن بعض الشركات من الدخول في اتفاقات ثنائية مع ملّاك ومشغلي صوامع الغلال في عدن، للسماح بتفريغ شحنات القمح الإغاثية في الصوامع بغرض التغليف؛ أو الطحن ليصبح دقيقاً جاهزاً للاستهلاك". وأكدت مؤسسة الموانئ: "أرصفة المعلا تستطيع مناولة كافة أنواع البضائع، ورصيف خليج عدن البحري المتخصص في مناولة القمح وزيوت الطبخ السائبة يُعتبَر من أكبر الأرصفة، اليمنية، عمقاً وقدرةً على استقبال السفن العملاقة". سياسياً؛ أكد السفير الصيني لدى اليمن، تيان تشي، وقوف بلاده مع استقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، لافتاً إلى استعدادها للمشاركة في إعادة البناء الاقتصادي بعد أن يعود السلام والاستقرار. وقال تشي، في تصريحٍ أمس ل "سبأ"، إن بلاده تقف دائماً مع الموقف الموضوعي والعادل في اليمن، وستلعب دوراً إيجابياً في إيجاد الحل السياسي للقضية اليمنية، مشيراً إلى أهمية اليمن كشريك للصين في التعاون الاقتصادي على مدى سنوات ما قبل اندلاع الأزمة.