استبعد منسق مبادرة التكتل الإسلامي في الجزائر، عز الدين جرافة، تأثر موقف التكتل، الذي يسمى ب «الجزائر الخضراء»، سلباً بدعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، المحظورة، المواطنين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي تجري في العاشر من مايو المقبل. وأبدى جرافة، في تصريحات ل»الشرق»، تعاطفه مع من أسماهم المظلومين والمقهورين، وعد الانتخابات آلية لاستعادة الحقوق وإزالة المظالم وفرصة لرفع الغبن عن الطبقات الاجتماعية وغيرها، وقال «المرحلة الحالية سانحة لإحداث التغيير في الجزائر»، معبرا عن احترامه لموقف قيادة «الإنقاذ». وكانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ دعت إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية، معتبرة أن المشاركة في هذا الموعد «تزكية للباطل، وتعاون على الإثم والعدوان، وإطالة لعمر الأزمة وإهدار فرصة أخرى للتغيير الحقيقي الذي ينشده كل الجزائريين الأحرار». وعد كل من الشيخين عباسي مدني، زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ونائبه الشيخ علي بن حاج اللذين وقعا على البيان أمس الأول «أن شرعية النظام السياسي الجزائري مازالت مطروحة منذ الانقلاب على الحكومة المؤقتة في صيف 1962 بقوة السلاح والانقلاب على اختيار الشعب الجزائري الأبي في 1992».وحمّل مدني وبن حاج النظام مسؤولية إفشال الحلول وكل المبادرات السياسية للتوصل إلى حل سياسي عادل وشامل، وتابعا «وعليه فإنه نظام غير شرعي بكل المعايير وكل ما يؤسس له غير شرعي بدوره فنتاج الباطل باطل». وكانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ فازت بأغلبية مقاعد البرلمان عام 1992، لكن النظام أوقف المسار الانتخابي وألغى نتائج الاقتراع إلى جانب حظر نشاط «الإنقاذ» بقرار من المحكمة العسكرية، لتعيش الجزائر بعدها عشرية كاملة من العنف السياسي. وعدت القيادة التاريخية لجبهة الإنقاذ الإصلاحات السياسية التي وعد بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة «شكلية ارتجالية إقصائية أملاها الحراك الثوري في البلاد العربية فهي عملية استباقية لكسب الوقت وليست وليدة قناعة سياسية حقيقية»، وانتقد بيان الجبهة إقصاء المادة الرابعة من قانون الأحزاب الجديد قادة الإنقاذ من إنشاء أحزاب أو حتى المشاركة في الحياة السياسية في البلاد. كما شككت الجبهة في نزاهة الانتخابات على خلفية إشراف حكومة «أويحيى» على العملية، بوصفها «حكومة تزوير وتتمتع بسوابق مشينة في ترتيب نتائج الانتخابات كما يطلب منها، وما فتئت تؤكد هذا التوجه بتصريحات مريبة تدعو إلى الشك والتوجس». وكان الإسلاميون في إطار تكتلهم الانتخابي، الذي يضم أحزاب «مجتمع السلم» و»النهضة» و»الإصلاح»، يعولون على الوعاء الانتخابي ل «الإنقاذ»، رغم علمهم المسبق أن الجبهة ستدعو إلى المقاطعة كما دأبت منذ سنوات. بدوره، عد الناطق الرسمي باسم حزب «النهضة»، أن موقف المقاطعة لا يخدم الشعب الجزائري، «لأن المقاطعة من شأنها أن تخدم النظام والإدارة التي تزور لصالح أحزاب الموالاة»، على حد قوله.ودعا حديبي، في تصريح ل «الشرق»، الجزائريين أن يهبوا هبة واحدة إلى صناديق الاقتراع لقطع الطريق أمام من وصفهم بالمزورين.