الإبداع لا يحده الحصار ولا تمنعه معيقات الاحتلال، ففي الوقت الذي يُحاصَر فيه شعبُها ويُمنَع من الحصول على الدواء، تحصل الفلسطينية أماني أبو القمصان على براءة اختراع من المؤسسة الدولية «Communications Science» لاكتشافها مسكِّنا للألم بدون أي أعراض جانبية. وتقول أبو القمصان، والتي تدرس في الصف الثالث في كلية الصيدلة، ل «الشرق» أنها قرأت خلال دراستها معلومة مفادها أن هناك أطفال يولدون بلا إحساس لكنهم يشعرون بالبرودة والحرارة، ما أوحى لها بفكرة إنتاج مسكن للألم يقوم على نفس المنطلق من خلال الجينات المسؤولة عن هذا الخلل الوراثي. وتضيف «أعلنت مؤسسة Communications Science عن مسابقة أحسن بحث طبي في العالم فتقدمت للمسابقة بفكرة اختراع دواء طبي مسكن للألم بدون أعراض جانبية يعمل فقط على أماكن الألم، وكنت من بين 500 طالب على مستوى العالم ممن تقدموا للمسابقة، تم تصفيتهم إلى 55 طالبا، ثم إلى 15 طالبا، ثم طُلِب مني أن أبدأ بالتنفيذ، واستمرفي العمل نحو ستة أشهر، منها شهران في جمع المعلومات الأولية». وتوضح أبو القمصان أن المشاركين كانوا من جميع دول العالم وكان من بينهم طالب إسرائيلي، و»كان بالنسبة لي عدوي اللدود” وحول فكرة الدواء، تقول أبو القمصان «جاءت فكرة هذا العقار من أن هناك أطفال يولدون ولا يستطيعون الإحساس بالألم، إلا أنهم يميزون بين الساخن والبارد، ومن هنا فكرت في أن أصنع عقارا يجعل الإنسان الطبيعي في مرحلة معينة لا يشعر بالألم، مثل هؤلاء الأطفال». وتكمل حديثها «هؤلاء الأطفال لديهم طفرة في جين معين وهو SCA9A وهو المسؤول عن فتح ثغرات في قنوات صوديوم، اسمها Nav1.7، عندما تفتح الثغرات تمر الإشارات العصبية للإبلاغ عن الألم مما يسبب الشعور بالألم وهذا المصل يغلق هذه الفتحات بالتحديد ويعطل الإشارات العصبية ولا يشعر الإنسان بالألم فقط لمدة محدودة، ولأن هذه الثغرات موجودة فقط في العصوبات المسؤولة عن الألم عند انغلاقها نضمن منع الألم بدون تأثير على أي أجسام أخرى بعكس كل المسكنات الموجودة التي تغلق كل قنوات الصوديوم الموجودة في الجسم ما يؤثر على القلب والدماغ بشكل أساسي».