أعلنت قوات الجيش اليمني، أمس، سيطرتها على موقعين من أكثر المواقع الجبلية وعورة، بعد معارك خاضتها ضد مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح، شرقي العاصمة صنعاء. ونقل موقع «26 سبتمبر» التابع للجيش عن مصدر عسكري لم يسمه قوله، إن «قوات الجيش تمكنت من تطهير ما تبقى من التبة الحمراء (تلة جبلية) وجبل القناصين، في جبهة الميمنة بمديرية نهم شرقي صنعاء». وأضاف المصدر أن «هذين الموقعين الجبليين يعتبران من أصعب المواقع وعورة في مديرية نهم، وأن الميليشيا الانقلابية (الحوثيين) راهنت عليهما في إعاقة تقدم الجيش الوطني والمقاومة». وشهدت المنطقة خلال اليومين الماضيين مواجهات تمكن خلالها الجيش الوطني والمقاومة من تحقيق تقدم واسع والاقتراب من مديرية أرحب المطلة على مطار صنعاء الدولي. من جهة أخرى، قال نائب وزير حقوق الإنسان الدكتور محمد عسكر «إن ميليشيات الحوثي وصالح زرعت أكثر من 250 ألف لغم في مناطق مأهولة بالسكان بعدة محافظات، ولم تترك خرائط لتلك الألغام بعد انسحابها». جاء ذلك خلال لقائه والوفد المرافق له أمس في جنيف مع المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين. واستعرض عسكر القضايا الإنسانية بسبب انقلاب الحوثي وصالح، الذي دمر حياة الشعب اليمني، مخلفاً سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين وتجنيد الأطفال ومصادرة حقوق المواطنة ووضع الأهالي دروعاً بشرية في حرب الميليشيات ضد الدولة. وقال عسكر «لم تكتفِ الميليشيا بحربها الظالمة على اليمنيين، بل تجاوزت كل القوانين الدولية لحقوق الإنسان بمصادرة ونهب المساعدات الإغاثية وحرمان الفقراء من الحصول عليها، وهو الأمر الذي تسبب في ازدياد معاناة المواطنين بسهل تهامة والمناطق الواقعة غرب اليمن». من جانبه، نوه المفوض السامي بجهود الحكومة الشرعية وتعاونها مع مكتب المفوضية وترحيبها بمبعوث المفوض السامي الذي عين مؤخراً لإدارة أعمال المفوضية في اليمن. وأكد أن اليمن على رأس سلم الأولويات بالنسبة للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان. سياسياً، قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى حل حقيقي للأزمة اليمنية، خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن المهمة قد تبدو صعبة بعد رفض الأطراف المتنازعة القبول بالنقاش حول جهود السلام. وأكد ولد الشيخ في حديث صحفي مع (24 الفرنسية) مساء الثلاثاء «أنه يتعين على الحوثيين أن يعرفوا أنه لن يكون هناك حل دون انسحاب من المدن وتسليم السلاح أو وجود ميليشيا مسلحة تتحكم في الدولة». وأشار ولد الشيخ إلى أنه لن يكون هناك استقرار في اليمن على المدى الطويل، إلا إذا تم نزع الصواريخ الباليستية من الحوثيين وتسليمها لأي طرف أو تدميرها، لافتاً إلى أنه لا يعرف الجهة التي قد تتسلم تلك الصواريخ. وأوضح ولد الشيخ أن الحوثيين يعترفون للأمم المتحدة بعلاقتهم بإيران وأنها دعمتهم، إلا أن طهران تنفي أن تكون لها أي علاقة بالأزمة الحالية، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام. وشدَّد ولد الشيخ على أن الحل السياسي هو المستدام، ومهما حصل من تطورات على الأرض، فلابد لجميع الأطراف أن تعود يوماً ما للحل السياسي.