في سلسلة الخلافات المتصاعدة بوزارات حكومة الانقلابيين في صنعاء، اندلع عراك وتهديدات مسلحة أمس في مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العاصمة اليمنية على خلفية نزاع بين الوزير حسين حازب، التابع للمخلوع صالح ونائبه الحوثي عبدالله الشامي. وقالت مصادر في الوزارة: ان العراك والفوضى جاء في اعقاب اعتراض ضابط امن الشرطة العسكرية الرائد وليد الضراب لموكب مسلح لنائب وزير التعليم العالي الحوثي عبدالله الشامي. واشارت الى ان مرافقي الوزير المقرب من المخلوع، حسين حازب، تدخلوا لمساندة جنود الشرطة العسكرية لتتطور الامور الى توجيه اسلحة الطرفين الى بعضهم البعض. واكدت المصادر ان المسلحين الحوثيين تمكنوا من دخول الوزارة فيما بعد، وقاموا بطرد موظفين تم تعيينهم من الوزير حازب التابع للمخلوع. من ناحيتهم، اقتحم مسلحون يتبعون الوزير الانقلابي حازب الوزارة، ما ادى الى اشتباكهم مع المسلحين التابعين للشامي، وافاد شهود عيان بأن قائد حماية المخلوع طارق صالح وصل على رأس قوة عسكرية الى مبنى وزارة التعليم العالي برفقة مدير امن العاصمة المختطفة والمعين من قبل الحوثي، حيث طالب الجميع بمغادرة الوزارة وقام بإغلاقها. مقتل قيادات ميدانيا، أحرز الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، امس الأربعاء، تقدماً مهما في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء. ووفقا لموقع «سبتمبر نت» التابع للقوات المسلحة، حررت قوات الجيش الوطني ما تبقى من التبة الحمراء وجبل القناصين في جبهة الميمنة بمديرية نهم شرق صنعاء. ونقل الموقع عن مصدر عسكري ميداني قوله: «إن التبة الحمراء وجبل القناصين يعدان من أصعب المواقع وعورة وراهنت عليهما الميليشيات الانقلابية لإعاقة تقدم الجيش الوطني والمقاومة». وأعلن الجيش الوطني مقتل وجرح أكثر من 100 عنصر من ميليشيات الحوثي وصالح، بينهم قياديان في غارات للتحالف وقصف مدفعي للجيش على مواقع الانقلابيين بمحافظة حجة، خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة : إن أكثر من 100 عنصر من ميليشيات الانقلاب سقطوا بين قتيل وجريح، من بينهم القياديان الميدانيان محمد حسن حسن الخالد، المكنى أبو هاشم، وعماد شرف صالح صولان الملقب بأبي أنعم، واللذان لقيا مصرعهما في جبهة ميدي، حيث اعترفت الميليشيات بمصرعهما. وأضاف المصدر: نفذت قوات التحالف حوالي ثلاثين غارة جوية على تجمعات مسلحة للانقلابيين في كل من ميدي ووادي بن عبدالله ومزارع المنطقة الخضراء بحرض، ومزارع أخرى تستخدمها الميليشيات بمديرية حيران المجاورة لحرض وميدي. وأكد المصدر أن القصف المدفعي والغارات الجوية أسفرا عن تدمير مركز قيادة للانقلابيين بمدينة حرض، كما دمرت الغارات مدفعا ساحليا وعددا من الأطقم المسلحة والمعدات الخفيفة والمتوسطة. تسليم السلاح من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»: إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى حل حقيقي للأزمة اليمنية، خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن المهمة قد تبدو صعبة بعد رفض الأطراف المتنازعة القبول بالنقاش حول جهود السلام. وأكد «ولد الشيخ» في حديث تلفزيوني مع قناة (24 الفرنسية) «أنه يتعين على الحوثيين أن يعرفوا أنه لن يكون هناك حل دون انسحاب من المدن وتسليم السلاح أو وجود ميليشيات مسلحة تتحكم في الدولة. وأشار «ولد الشيخ» إلى أنه لن يكون هناك استقرار في اليمن على المدى الطويل، إلا إذا تم نزع الصواريخ الباليستية من الحوثيين وتسليمها لأي طرف أو تدميرها، لافتا إلى أنه لا يعرف الجهة التي قد تتسلم تلك الصواريخ. وأوضح ولد الشيخ أن الحوثيين يعترفون للأمم المتحدة بعلاقتهم بإيران وأنها دعمتهم، إلا أن طهران تنفي أن تكون لها أي علاقة بالأزمة الحالية، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام. 250 ألف لغم قال نائب وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر: «إن الميليشيا الانقلابية زرعت أكثر من 250 ألف لغم بمناطق مأهولة بالسكان في عدة محافظات». وشدد خلال لقائه، أمس في جنيف، بالمفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، على أن الميليشيا لم تترك خرائط لتلك الألغام بعد انسحابها. مشيرا للانتهاكات التي نفذتها الميليشيات بحق المدنيين وتجنيد الأطفال ومصادرة حقوق المواطنة، إضافة إلى مصادرتها للمساعدات الإغاثية وحرمان الفقراء من الحصول عليها. في منحى آخر، دعا ائتلاف الإغاثة الإنسانية منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية المانحة إلى سرعة إرسال مساعداتها الإغاثية والإنسانية للمتضررين في تعز، وسط اليمن. وأشار الائتلاف في بيان إلى أن المواطنين في المحافظة يتعرضون للموت وأمراض سوء التغذية بسبب الفقر، وعدم صرف الموظفين لرواتبهم، إضافة لتوقف إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين والنازحين جراء الحرب منذ أغسطس 2016، وحتى مارس 2017. ولفت البيان إلى أن عدد الأسر التي تعرضت للتهجير القسري من مديريات المحافظة وصل إلى 178.556 أسرة من بلدات الوازعية، الكدحة، تبيشعه جنوب غربي تعز.