جمعت وزارة الثقافة والإعلام 16 نادياً أدبياً داخل جناحٍ واحد في معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، بعد أن كانت في الأعوام السابقة تشارك في أجنحة منفردة وموزعة في مختلف جنبات المعرض. وخصصت الوزارة للجناح مكاناً بارزاً على أرض المعرض، الأمر الذي مكّن الأندية الأدبية من تسجيل حضورٍ أفضل عن ذي قبل، واستطاع زوار المعرض اقتناء الكتب وتصفحها في مكان واحد، ما يوفر عناء البحث عن أجنحة الأندية. وقال رئيس النادي الأدبي بالأحساء الدكتور ظافر الشهري إن النادي يشارك في معرض الرياض للكتاب ب 103 عناوين من مطبوعات النادي، ورغم عمر نادي الأحساء القصير؛ إلا أن عدد إصداراته وصلت إلى 135 إصداراً، نصيب الطفل والشباب والمرأة منها يزيد على 60%. وأضاف «نشارك في المعرض ليس بحثاً عن الربح المادي، فالكتب التي نبيعها بأسعار رمزية، لكن الهدف هو المشاركة والالتقاء بالمثقفين، مواكبة لاتجاه الدولة نحو بناء العقول الشابة والفكر». ووصف الدكتور الشهري اجتماع المثقفين في مكان واحد، بجناح النادي الأدبي، بأنه إنجاز يحسب للمعرض، وكذلك القارئ، مبيناً أن الجناح يوفر ملتقى يجمع رؤساء الأندية بالقراء، خصوصاً أن رؤساء الأندية دائماً في محل اتهام، واليوم حاضرين للإجابة عن أي تساؤل». من جانبه، ثمّن رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم، مشاركة ناديهم في هذه التظاهرة الثقافية، وقال إن النادي يوكل إليه تقديم الجانب الثقافي وكل ما هو جديد في عالم الفكر والثقافة. وتابع «المعرض يحظى بسمعة طيبة ومكانه عالمية، حتى أصبح المثقفون يتحيّنون الفرصة للاطلاع كل ما هو جديد في عالم الثقافة، ووجودنا جنباً إلى جنب مع الأندية الأدبية تحت قبة واحدة يخدم الزائر والأندية، لأنه يعزز التقارب، وهدفنا واحد، ومشاريعنا مجتمعة تعمل لخدمة المثقفين»، لافتاً إلى أنهم يتطلعون في دورات المعرض المقبلة إلى مساحة أكبر. من جهة أخرى، أكد الكاتب صالح الخزيم أن الكتابة والتأليف تعدان من أبرز الأشياء التي يسعى من خلالها الكاتب إلى إبراز ما يملكه من فكر وثقافة تناسب طبيعة مجتمعه وتحاكيه. وأبان خلال مشاركته في جلسة حملت عنوان «خطابات»، والمقامة ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2017، أن هناك من يكتب ليترك أثراً له في هذا الكون يبقى حتى بعد وفاته، وهناك من يكتب بحثاً عن ذاته والشهرة والمال، مبيناً أن جميع الكتاب في بداياتهم تعرضوا لصعوبات مختلفة. وتحدث عن تجربته مع كتابه الأول الذي جاء بعنوان «ملهمون»، وكان يطمح أن تكون مبيعاته 1000 نسخة فقط، لكنها فاقت ذلك، ووصلت إلى 50 ألف نسخة. وعرّف الشاعر والروائي ماجد المقبل «الكتابة» بأنها اختلاق شيء من العدم، مبيناً أن حلقات تحفيظ القرآن الكريم كان لها الأثر الإيجابي الكبير في بلاغته، بالإضافة إلى كتاب «لآلئ الشعر»، الذي كان له أثر كبير عليه من خلال الحفظ والاستمتاع باللغة، فيما تحدث الشاعر محمد العتيق، صاحب كتاب «كذب الحب ولو صدق»، عن بداياته بكتابة الشعر، والتي وصفها ب «الفاشلة». وأضاف «كنت مغرماً باللغة العربية، وأقرأ للشاعر نزار قباني، لكن مع ذلك كانت قصائدي غير موزونة، حتى درست علم العروض دراسة شخصية، واكتشفت أنها تشابه المعادلة الرياضية، وفيها يجب أن يتساوى الشطران، ومن هنا بدأت الرحلة»، مقدماً نصائح للزوار بالمثابرة على القراءة، ومخالطة الكتاب والمثقفين.