رصدت جمعية خيرية في المنطقة الشرقية، 222 حالة لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن 2400 أسرة ترعاها في أربعة أحياء من ذوي الدخل المحدود في الخبر، يفتقد عديد منهم للتأهيل والعلاج السليم لعدم حملهم إثباتات رسمية وجهلهم بحقوق المريض في المؤسسات الحكومية والخيرية. وأطلقت الجمعية في هذا الصدد مبادرة بمسمى «أنا قادر» لرعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم في مختلف المجالات مع تثقيف الأسر بالجوانب المؤثرة في هذه الفئة لتحسين حالاتها النفسية والاجتماعية والصحية. وأكدت رئيسة مجلس إدارة جمعية ود الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية نعيمة الزامل أن المبادرة تأتي لرعاية الأطفال ذوي الإعاقة من الأسر التي ترعاها الجمعية بعد رصد تدنٍّ بدرجة كبيرة في مختلف الجوانب الحياتية المؤثرة على الفرد والمجتمع في هذه الحالات، مبينة أن عديداً منهم يفتقد للإثبات الرسمي الذي يمكنه من مراجعة الجهات الحكومية، إضافة إلى انعدام التأهيل الصحي والنفسي لهؤلاء الأطفال وجهل أسرهم بحقوقهم في الدعم من الجهات المختصة بذوي الإعاقة. وأوضحت أن المبادرة تستهدف الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة للتأكيد على أنهم قادرون على التغير للأفضل وتحقيق التميز منذ الطفولة من خلال دمجهم بالمجتمع وتقديم كل الخدمات التي تحتاجها هذه الفئة مع دعم أسرهم وتثقيفهم في هذا المجال، مبينة أن الجمعية وقعت اتفاقية شراكة ورعاية لدعم مبادرة «أنا قادر» مع مركز الزامل لخدمة المجتمع، بهدف نشر ثقافة حقوق ذوي الإعاقة بالمجتمع والتعامل معهم كأفراد قادرين على التميز بعيداً عن النظرة القاصرة التي تحد من طموحاتهم وإثبات ذواتهم. من جهتها، قالت صاحبة فكرة المبادرة الاختصاصية النفسية زهرة الحوبي، إن طفلة معاقة ألهمتها بإطلاق هذا المشروع الخيري، وأضافت «تقابلت معها خلال زيارة ميدانية لحالة نفسية داخل أحد الأحياء محدودة الدخل، حيث كانت الطفلة مصابة بتخلف شديد وصعوبة في الحركة ولا تستطيع الكلام نتيجة افتقادها التأهيل والمتابعة وضعف وعي أسرتها بحقوقها وخاصة في ظل عدم وجود إثبات رسمي لها لمراجعة الجهات الحكومية»، موضحة أن العمل بدأ بعدها باستقبال الأطفال ذوي الإعاقة والجهات المختصة وتلقي الاستشارات الهاتفية وإقامة محاضرات تثقيفية للأسر لبناء قاعدة معلومات تساعد على إطلاق المبادرة. إلى ذلك، ذكرت رئيسة قسم التوعية البيئية والصحية ابتسام الشيخ أن المبادرة ستعمل على لقاءات شهرية مع المستهدفين ومحاضرات تثقيفية وبناء جسر تواصل لهم مع الجهات المختصة برعايتهم وتأهيلهم وتنفيذ حملات توعوية لكيفية مراعاة ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع.