الترفيه هو مجموعة نشاطات، تتيح للأشخاص أن يُسلُّوا أنفسهم من خلالها في أوقات فراغهم بالمشاركة في عديد من الفعاليات، أو البرامج، أو الألعاب الترفيهية سواء بصورة فردية، أو جماعية. وتختلف هذه النشاطات باختلاف أذواق الأشخاص الذين يمارسونها، وتختلف أيضاً باختلاف الفئات العمرية، فتلك التي ترفِّه عن الأطفال ليست نفسها التي ترفِّه عن الشباب، أو الكبار، وقد تكون هناك نشاطات مشتركة مثل ممارسة لعبة كرة القدم، أو مشاهدتها وتشجيع الفرق والمنتخبات الرياضية. في كل موضوع يخرج على الساحة نجد مَنْ يتحدث عن خصوصية المجتمع السعودي في محاولة حثيثة لعزله عن العالم، وعن المجتمعات المماثلة له في الثقافة والتاريخ، ووضع سياجات من الوهم حول كينونته وبنيته الاجتماعية والثقافية، متجاهلين، بقصد أو دون قصد، مطالبه واحتياجاته الفطرية والإنسانية، ففي الواقع هو مجتمع لا يختلف عن أي مجتمع آخر، وليس له مزية استثنائية، فله ذات المطالب والاحتياجات البدنية والفكرية والنفسية. والترفيه بصفته أحد الاحتياجات، هو مطلب فطري، جُبِلَت عليه النفس لتجديد نشاطها، والتخفيف من ضغوط الحياة، ووسيلة لجلب الفرح والسعادة، لذا فنداءات العزلة التي طوَّقت الخطاب الثقافي ردحاً من الزمن أفلحت في صنع قلاع الوهم الزائف التي كانت نتائجها العكسية أشنع بكثير مما كنا نتخيل، فكان لابد من مقاومة تلك الأصوات بالحكمة والمحبة والهدوء أمام صرخات التكفير والتبديع والتفسيق، وربط الترفيه بالمجون والدعارة والفجور هو قياس غير منطقي، ونتيجة قُرِّرت سلفاً بفهم يتنافى مع أسس التفكير السليم، ونتج عنه نشر التوتر والصراع بين أفراد المجتمع، وارتفاع لغة التصعيد والتهويل، ومفهوم الترفيه هو أرقى وأسمى من أن يتم تشويهه عبر حملات تأجيج تفتقر إلى أبسط مبادئ الأخلاق، ولا تبالي باحترام المخالف، ولا تؤمن بتعدد الآراء. الترفيه المنشود يحتاج إلى أنظمة ولوائح متكاملة تحميه، وترسم له رؤية واضحة، تضمن نجاحة واستمراريته. الترفيه هو برامج متنوعة وخيارات متعددة، تخدم المستفيدين طوال أيام السنة، وفي مختلف المواسم. الترفيه المنشود هو الذي يجعل من مخزوننا الثقافي وفلكلورنا التراثي مشاريع ذات قيمة ورسالة. الترفيه هو ما يحقق للفرد غنى ويخلصه من عناء السفر، بل ويستقطب الآخرين إلينا.