أسفرت معارك اندلعت أمس في البيضاء وسط اليمن عن مقتل 29 مسلحاً انقلابياً، فيما قُتِلَ 8 من جنود الشرعية إثر تفجيرٍ انتحاري في أبين جنوباً حمل بصمات تنظيم «القاعدة» الإرهابي. في غضون ذلك؛ أفادت مصادر بإطلاق الانقلابيين صاروخ «كاتيوشا» على مطعمٍ شعبي في مأرب (شرق)، ما أدى إلى مقتل وإصابة 12 مدنياً على الأقل. في حين شيّعت جموعٌ في عدن، تقدّمها الرئيس عبدربه منصور هادي، جثمان نائب رئيس أركان الجيش، اللواء أحمد اليافعي. وبحسب وكالة الأنباء «فرانس برس»؛ أسفرت معارك في محافظة البيضاء (إلى الجنوب من صنعاء) عن مقتل 35 مسلحاً انقلابياً ومقاتلاً قبلياً. ونقلاً عن مصدر محلي؛ أفادت الوكالة، عبر موقعها الإلكتروني، باندلاع قتالٍ عنيفٍ أمس في البيضاء بين أفرادٍ في قبائل موالية للشرعية والمتمردين الحوثيين. وذكر المصدر أن 20 مسلحاً متمرداً قُتِلوا في مديرية ولد ربيع، في المحافظة، مقابل 6 من المقاتلين القبليين. وبحسبه؛ اندلعت المواجهات حين حاول الحوثيون الاستيلاء على أراضٍ تعود إلى قبائل. وقُتِلَ 9 متمردين آخرين في كمينٍ نصبه مقاتلون قبليون لقافلة حوثية في مديرية الصومعة في المحافظة نفسها. وتشهد الصومعة، كذلك، توتراً بين الانقلابيين والقبائل المحلية، بحسب ما أوردت «فرانس برس». بدورها؛ أفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بمقتل 28 مسلحاً حوثياً، بينهم القيادي في الجماعة المتمردة «أبو حيدر»، إثر معارك عنيفة خاضتها المقاومة الشعبية في مناطق في البيضاء. وتكللت المعارك، بحسب «سبأ»، بتحرير منطقة حمة لقاح بالكامل. وقال مصدر في المقاومة إن «المدعو أبو حيدر كان مشرفاً على ميليشيات الحوثي في حمة لقاح»، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى «استشهاد البطل في المقاومة عامر عبدربه مسعود الخبزي أثناء تطهير هذه المنطقة». ولفتت الوكالة نفسها إلى «تمكن المقاومة من تفجير طاقم تابع للميليشيات الانقلابية على خط المناسح (في البيضاء) أثناء قدومه لتموين الميليشيات في جبل جميدة». وواصلت الميليشيات، بحسب ما أوردت الوكالة، إرسال «تعزيزاتها إلى مشارف قرية بقرات (في المحافظة نفسها) قادمةً من خط القريشية، فيما تدور المعارك حالياً في أطراف حمة لقاح جهة قرية بقرات». ونقلاً عن مصدرٍ محلي؛ لفت موقع «المشهد اليمني» الإلكتروني إلى تحرير المقاومة جبل لقاح الاستراتيجي، في منطقة قيفة (في البيضاء)، وتقدمها في اتجاه قرية الزوب. وأكد المصدر، في تصريحٍ للموقع الإخباري، مقتل عددٍ من عناصر الحوثيين خلال المواجهات التي أسفرت عن تحرير الجبل، فيما «لاتزال المعارك مستمرة». في الوقت نفسه؛ استمرت المعارك، بحسب ما ذكر الموقع، في جبل جميدة المجاور «الذي يطل على قريتي الزوب والمناسح» فيما «قصفت جماعة الحوثي المدنيين في القريتين مع تقدم المقاومة». على جبهةٍ أخرى وسط اليمن؛ أفاد مصدر ميداني في «مقاومة عتمة» في محافظة ذمار ب «سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين خلال معارك عنيفة الجمعة في منطقة القدم». وأبلغ المصدر وكالة «سبأ» ب «تمكن المقاومة في مديرية عتمة من تدمير عربة عسكرية تابعة للحوثيين ومحاصرة أخرى في منطقة المقبول». واندلعت، بحسب الوكالة، معارك عنيفة الجمعة بين المقاومة الشعبية والميليشيات في عددٍ من مناطق عتمة أهمها القدم والمقبول، و»سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين». وكتبت الوكالة: «تتوالى هزائم ميليشيات الحوثي- صالح الانقلابية في المديرية، حيث لقي عشرات من عناصرها مصرعهم، بالإضافة إلى أسر عددٍ منهم بينهم قيادات ميدانية رفيعة». والمقاومة الشعبية تشكّل مع الجيش الوطني قوام قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي. وكان الانقلابيون فجروا، أمس الأول، منزل القيادي في «مقاومة عتمة» عبدالحميد معوضة، بحسب ما أفادت مصادر. ونقلت «سبأ» عن مصدرٍ في المقاومة أن تفجير منزل الزعيم القبلي معوضة هو الحادث الثاني من نوعه على يد الميليشيات منذ اندلاع المعارك في المديرية قبل أكثر من أسبوع. واتهم المصدر الانقلابيين بالاستمرار في تفخيخ المنازل وتفجيرها، معتبراً ذلك مؤشراً على انكسارهم أمام تحركات المقاومة، ومشدداً: «جرائم الميليشيات لن تسقط بالتقادم، وسيُحاسَب مرتكبوها أمام القضاء». شرقاً؛ قُتِلَ مدنيان على الأقل وأصيب 10 آخرون مساء أمس إثر سقوط صاروخ كاتيوشا على مدينة مأرب مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه. وذكر موقعا «المشهد اليمني» و»المصدر أونلاين» الإلكترونيان أن الانقلابيين أطلقوا الصاروخ الذي سقط وسط مطعم شعبي في المدينة. وأبلغ مصدرٌ طبي «المصدر أونلاين»، وهو موقع إخباري يمني أيضاً، بحصيلة أوّليةٍ لضحايا الهجوم الصاروخي؛ أظهرت مقتل مدنيين اثنين وإصابة 10 آخرين بجروح بعضها خطرة. ولاحقاً؛ أفاد «المشهد اليمني» بارتفاع عدد الضحايا إلى 4 قتلى و11 مصاباً «بعضهم في حال خطرة». ومراراً؛ أطلق الحوثيون صواريخ على مدينة مأرب اعترضتها دفاعات التحالف الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية. ويُعتقَد، بحسب «المشهد اليمني»، أن الصاروخ الذي سقط على مطعم شعبي في المدينة أُطلِقَ من منطقة هيلان في صرواح حيث يتمركز حوثيون في هذه المنطقة التابعة لمحافظة مأرب. إلى ذلك؛ شيّعت عدن الجمعة جثمان نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الوطني، اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، في حضور رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء، أحمد بن دغر، ومسؤولين عسكريين وأمنيين. وأفاد «المشهد اليمني» بمشاركة حشدٍ من المدنيين في الصلاة على نائب رئيس الأركان. وقبل يومين؛ أعلنت الحكومة الشرعية استشهاد اليافعي و8 من جنوده في جبهة المخا الساحلية (غرب) إثر استهدافه بصاروخٍ حراري أطلقه الانقلابيون. وأسفر الهجوم نفسه عن إصابة 30 جندياً. وكتبت «سبأ» أن الرئيس هادي أدى مع جمعٍ من المسؤولين، صلاة الجنازة على اليافعي في مسجد حقات في العاصمة المؤقتة عدن. وعبّر الرئيس عن ألمه «لترجّل فارس أصيل من صهوة العزة والمجد والشموخ وهو في مقدمة الصفوف يجترح المآثر مع جنده ورفاق السلاح ليصنعوا الملاحم والانتصارات لشعب أبيّ يأبى النكوص والاستعباد». وخاطب هادي منيف نجل اليافعي بالقول إن نائب رئيس الأركان استُشهِدَ في سبيل الكرامة ودحر الميليشيات الكهنوتية والغازية التي لا تعي قدسية الحرية. وشدد هادي، بحسب ما نقلت «سبأ»، على أن «تضحيات خيرة وأكفاء رجالنا لن تذهب هدراً بل ستُخلّد مع أمجاد صناع الحياة من أبناء شعبنا الذين يرسمون الضوء في نهاية النفق»، مؤكداً رعايته الكاملة لأسرة اليافعي و«كل قطرة دم سقطت في ميادين العزة والكرامة» و«هذا واجب على الدولة والحكومة للاضطلاع به ضمن أولويات مهامها». وتقلد اليافعي، الذي وُلِد عام 1950، مناصب رفيعة داخل المؤسسة العسكرية اليمنية، وكان في الأشهر الأخيرة قائداً في المعارك بمدينة المخا التي أعلنت قوات الشرعية، قبل أسابيع، تحريرها. في سياقٍ آخر؛ قُتِل 8 جنود يمنيين وجُرِحَ 11 آخرون عندما فجّر انتحاري شاحنة صغيرة مفخخة صباح أمس عند مدخل معسكر في محافظة أبين (جنوب). وبحسب «فرانس برس»؛ أفادت مصادر أمنية، طلبت عدم كشفها، بوقوع الهجوم عند مدخل معسكر النجدة في مدينة زنجبار عاصمة أبين. وكانت حصيلة أولى تحدثت عن 5 قتلى و3 جرحى. ووفقاً للمصادر الأمنية؛ «كانت الشاحنة الصغيرة المفخخة رباعية الدفع محملة بخشب للتدفئة لإعطاء انطباع بأنها شاحنة لتسليم مواد». وأوضح أحد المصادر «الشاحنة لم تتمكن من اقتحام بوابة المعسكر» و»جرت اشتباكات بين مسلحين يُعتقَد أنهم من (تنظيم) القاعدة (الإرهابي) وحراس المعسكر عندما حاول المهاجمون المتشددون الدخول إليه». وقالت «فرانس برس» عبر موقعها: «لم تتبن أي جهةٍ الهجوم، لكنه يحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي استخدم هذا الأسلوب من قبل لمهاجمة أهداف عسكرية» في هذه المنطقة. واستغل تنظيما «القاعدة» و»داعش» الإرهابيان الانقلاب على الشرعية لتعزيز نفوذهما خصوصاً في الجنوب. وبحسب الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء «رويترز»؛ كان المفجّر الانتحاري أمس في زنجبار يرتدي زياً عسكرياً. وأفاد سكان بسماعهم دوي انفجارٍ في المدينة وقت الفجر. ونقلت «رويترز» عن مسؤولٍ محلي أنه يشتبِه في انتماء المفجّر إلى «القاعدة». ووفقاً لمصادر الوكالة؛ بلغ عدد القتلى 8 على الأقل من الجنود، العاملين في إطار قوات الشرعية، فيما أصيب 10 آخرون.