اشتدت المواجهات بين القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية من جهة وميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى، في مختلف الجبهات إثر الإخفاق غير المعلن الذي انتهت إليه حتى الآن مفاوضات السلام التي تستضيفها الكويت منذ أكثر من ثمانية أسابيع بين الوفد الحكومي ووفد المتمردين. وقبل ساعات من وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الكويت اليوم، لمحاولة إنقاذ المشاورات الخاصة بالسلام في اليمن، قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي إن «الحوثيين غير جاهزين للسلام وأنهم يريدون الحرب». وأكد المخلافي في حديث الى «الحياة» أمس: «ستلتقي الأطراف بان كي مون، ونحن في الوفد الحكومي سنعبر عن رؤيتنا للسلام، وسنؤكد أننا بذلنا كل ما يمكن من أجل السلام في اليمن، لكن الطرف الآخر لا يريد السلام وبقي متعنتاً ورافضاً له (...) نحن نطالب الالتزام بالمرجعيات، وسنطالب الأمين العام للأمم المتحدة أن يواصل الجهود لإلزام الانقلابيين بالقرارات الأممية، التي جرى تأكيدها وآخرها بين الرئيس منصور هادي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وبان كي مون في الدوحة». ولفت المخلافي إلى أن المفاوضات مع الانقلابيين وصلت إلى «طريق مسدود بسبب رفض الحوثيين للسلام»، مضيفاً: «الحوثيون أوصلوا المشاورات الى الفشل على مدى 66 يوماً، وأفشلوا كل مساعينا ومساعي الأممالمتحدة في المفاوضات». وحول أن يكون التدخل العسكري لاقتحام صنعاء وارداً، قال: «التدخل العسكري أمر يخص القيادة ونحن أمام طرف غير جاهز للسلام ويريد الحرب، ولا يزال يعتقد أنه قادر عليها وهو غير ذلك». وأفادت مصادر ميدانية بأن معارك ضارية دارت أمس بين القوات المشتركة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبين مسلحي الانقلابيين في جبهات الجوف ونهم والقبيطة بالتزامن مع ضربات جوية لقوات التحالف استهدفت تعزيزات للحوثيين وقوات صالح ومنصات لإطلاق الصواريخ. وقالت المصادر إن أكثر من 20 حوثياً قتلوا إضافة إلى عشرات الجرحى خلال المعارك التي دارت أمس في مديرية نهم إثر محاولة فاشلة قام بها المتمردون للسيطرة على مواقع المقاومة والجيش الوطني في جبلي «رشح ويام». وفي محافظة الجوف المجاورة أكدت مصادر المقاومة أن القوات الحكومية تقدمت من ثلاثة محاور، لقطع الإمدادات في شكل كامل عن المسلحين الحوثيين في قرية الغيل، كما سيطرت على منطقة وحصن صابر، وقالت إن غارات طيران التحالف استهدفت تجمعات للمتمردين في محيط المنطقة. وفي موازاة التقدم الذي أحرزته القوات الحكومية في جبهات نهم والجوف ومأرب أفادت المصادر بأن قوات المتمردين واصلت تقدمها في مديرية «القبيطة» شمال محافظة لحج وسيطرت على مواقع جديدة مقتربة بذلك من قاعدة العند الاستراتيجية. وأضافت المصادر أن المتمردين فرضوا سيطرتهم على التبة الحمراء ومدرسة بالقرب منها، وجبل قفل، إضافة إلى الطريق العام في المنطقة والمفرق، بعد أن قصفت قواتهم المتمركزة في «الشريجة والراهدة» مواقع عسكرية للمقاومة بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون. وفي محافظة البيضاء أكدت مصادر قبلية أن رجال المقاومة الشعبية نفذوا هجمات خاطفة على مواقع المتمردين وسيطروا على مركز مديرية «القريشية» في منطقة «الزوب» القبلية بعد مقتل عدد من المسلحين الحوثيين. وكانت قوات التحالف العربي أعلنت ليل أول من أمس (الجمعة) عن اعتراض دفاعاتها الجوية صاروخاً بالستياً أطلقه الحوثيون باتجاه الحدود السعودية وتفجيره في منطقة خالية إضافة إلى قيام الطيران بتدمير منصة الإطلاق. على صعيد آخر، هاجم انتحاري من عناصر تنظيم «القاعدة» بسيارة مفخخة نقطة تفتيش للقوات الموالية للحكومة في منطقة «جسر الحسيني» في محافظة لحج الجنوبية، وقالت مصادر طبية وأمنية إن الانتحاري فجر السيارة قرب النقطة ما أدى إلى جرح ثلاثة جنود.