ما إن تبدأ الإجازات سواء كانت طويلة أو قصيرة حتى تحزم الأسر حقائبها للسفر، سواء كان لداخل المملكة أو خارجها، وهذه العادة جميلة للترويح عن النفس واكتساب ثقافة أخرى، وبلادنا ولله الحمد بها سياحة دينية لزيارة الحرمين الشريفين والمواقع الأثرية الدينية.. ولكن الملاحظ أن السياحة والسفر في الخليج العربي له مفهوم يختلف عن الشعوب الأخرى، ألا وهو عقدة الشراء والإسراف والإقبال على المجمعات التجارية التي تتفنن في العروض الترويجية الخادعة بكلمة (تخفيضات) وشراء ماتقع عليه أعينهم من الثمين والرخيص. إن سلوك الإسراف لا يطال فقط الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال الضخمة، حيث تتعمق أضراره بشكل أكبر في حياة أصحاب الدخل المتوسط أو المحدود. وغالباً يوصل الشعور بالنقص لدى بعض الأشخاص إلى هذه الآفة المرضية حين إجراء مقارنة مع أوضاع الآخرين وطريقة حياتهم المعيشية. وهناك بعض الأشخاص يلجأون إلى أن يستدينوا مبالغ باهظة حتى يتماشوا مع غيرهم، فضلاً عن الاستمرار في الكذب لتغطية النقص الذي يشعرون به؛ وإن كلفهم ذلك الأمر أموالاً كثيرة وكذبات عديدة، وإن سألتهم بعد عودتهم ماذا اكتسبت من هذه الرحلة؟ هل زرت متاحف ومواقع أثرية؟ أو عن فكرة بسيطة عن الدولة التي ذهب إليها! لا شيء حتى الشوارع التي مرّ فيها لا يعرف أسماءها. سوى المولات وكم صرف من مبالغ طائلة! قال تعالى «إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً» فيا أختي ويا أخي ليس العيب في السفر ولكن العيب أننا لا نفهم عن ثقافة الاقتصاد الاستهلاكي وكيف نستمتع من رحلاتنا.