إن الإسلام دين الفطرة و الخير, فقد حث البشرية على الخير كله , وحذرها من صفات الشر كله كانت أقوالا أو أفعالا , و منها الإسراف فهو صفة يطلق على مجاوزة الحد في الأفعال والأقوال. وهو صفة سلوكية ممقوتة تعني الزيادة فيما لا داعي له في أمور الحياة المختلفة. و الإسراف هو التبذير . فالمقصود بهما: كصرف المال في غير حاجة، أو في غير طاعة الله و بعض أهل العلم خصَّ التبذير بإنفاق المال في غير مرضاة الله ، والإسراف في مجاوزة الحد، سواء كان في الأموال, أم في غيرها. و قد نهى الإسلام عن التبذير, قال تعالى: ﴿ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ﴾ 26, 27, الإسراء . بل وحث الإسلام على التوسط و الاعتدال في جميع ميادين الحياة, قال تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ) 67, الفرقان.و الإسراف مرتبطٌ بمختلف جوانب الحياة المادية والمعنوية , و له صور كثيرة وأشكال متباينة ، و أبسط مثال على ذلك , وأخطر آفة على الإنسان آفة اللسان , حيث يسرف في القيل والقال ، و يشيع الكلام بين الناس صحيحاً , أو غير صحيح ، و لا يتحقق من الكلام , فتنتشر الشائعات , و قد حذر الدين الإنسان من آفة لسانه , فقال تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) 18 , ق والإسراف والتبذير مرض اجتماعي ينجم عنه الكثير من الآثار السيئة كالمفاسد الدينية والدنيوية المختلفة التي تؤثر على الأفراد و الأسر و المجتمعات , و تؤثر على الأخلاق بسبب الترف و الإسراف , و تمزق الروابط الأسرية , و تزيد في التفاوت بين فئات المجتمع , فهو خطر على الدين والخلق , و يجلب للمسلم الشر و الآثام , و عدم الرعاية والاهتمام بمشاعر الآخرين , و له أسباب عديدة منها: جهل المسرف بتعاليم الدين السامية , , أو نشأة الفرد في أسرة مسرفة , فيتأثر بها و يقتدي , أو حب الظهور و الشهرة والتباهي أمام الناس , و التكبر على الآخرين , و عدم مراعاة مشاعرهم , أو مصاحبة المسرفين الذين يتأثر بهم , و يؤثرون عليه . عبد العزيز السلامة/أوثال