في ظل الثورة التقنية التي نعيشها أصبح من الصعب السيطرة على محتوى ما يصلنا عبر وسائل التواصل من حيث المصداقية والنوعية. ومن بين أهم الأشياء التي أضحت تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام العامة قبل المتخصصين هي الجانب الصحي ومقاطع التوعية والتجارب ورسائل التحذيرات والتوصيات الصحية واكتشاف حلول طبيعية بديلة للعقاقير وسرد التجارب الشخصية حول ذلك، بالإضافة إلى البحث عن تفاصيل متعلقة بأخطاء صحية تتخلل حياتنا اليومية وتسليط الضوء عليها وإيجاد حلول مقترحة للحد من آثارها. أصبح المحتوى الصحي يشغل حيزاً كبيراً من مضمون ما يصلنا عبر وسائل التثقيف والتواصل ولكن الأهم من هذا المحتوى الذي يشغل فئة ليست قليلة من الناس هو أن معظمه بلا مرجعية علمية أو مصدر طبي أو صحي يمكننا الثقة بما يصدر عنه ولا يعلم المتلقي ما مدى مصداقية تلك الرسائل وهل هي قائمة فعلاً على حقائق وتجارب أم أنها مجرد صدف أو معلومات منتقاة من مجلة ما وحسب. كل المجتمع بسبب تلك الرسائل أصبح بإمكانه الإفتاء في أمور الصحة بكل ثقة ومرجعه الوحيد هو مقطع أو رسالة لا أكثر. نحتاج إلى توعية فعلية بكيفية انتقاء ما يفيدنا فعلاً مما نتلقاه وكيف نقنن من تفاعلنا مع المصادر مجهولة المرجع لتلك المعلومات للتقليل من انتشارها والأهم أننا بحاجة إلى جهة تقوم بتفنيد تلك التجارب والنصائح بطريقة علمية ليمكننا التأكد منها بشكل مباشر وبالتالي الاستفادة ونشر الحقيقة للناس.