في الفترة الأخيرة انتشرت رسائل تحذير من فتح رسائل مصورة وصوتية وكتابية حين تصل إلى هواتفنا المحمولة من بعض الأرقام الدولية لما تحمله في طياتها من فيروسات تخترق الهاتف وتقوم بسحب كل الملفات والصور والمقاطع الشخصية ثم ابتزاز أصحابها وتخييرهم بين دفع مبالغ معينة وإلا القيام بسحرهم من خلال تلك الملفات. وبعد تلك التحذيرات فوجئ كثير منا بوصول تلك الرسائل إليه متخذاً احتياطه بحذفها أو حظر مرسلها، وبعد فترة تنتشر مقاطع لمختصين يؤكدون فيها إمكانية السحر من خلال بيانات الهاتف المحمول بينما يعارضهم آخرون مؤكدين استحالة ذلك، ويخرج غيرهم لينفي صحة ما تم تداوله عن تلك الرسائل، وفي كل هذه المعمعة نقف نحن المتلقين نتلقى كل شيء دون علم بمدى صحته أو من يمكننا تصديقه. مشكلة المعلومات التي أضحت تصلنا من مختلف الوسائل التواصلية من حولنا أنها بلا مصدر ثابت أو رسمي يمكننا التشبث بتصديقه أو تركه، فقد تكون ذات مصادر صادقة وإن لم تظهر لنا هويتها، وقد تكون مجرد شائعات من بعض محترفي الصياغة والإقناع أرادوا بها استعراض عضلات احترافهم. التناقض في المواد التي تعرض علينا في شتى الوسائل كالتحذير من مرض أو ظاهرة أو شخصية ثم تكذيبها ثم العودة مجدداً لجلب أدلة على مصداقيتها وهلم جراً، أمور توجد في نفوسنا كمتلقين مللاً ونقصاً في الثقة بكل ما يصلنا، لكننا مع الأسف ننسى كل ذلك بمجرد وصول فقاعة جديدة من تلك الترَّهات التي ننساق نحوها ونضخِّمها إلى أن تفقأها الحقيقة. فالأجدر بنا كمتلقين أن نكون أكثر وعياً لما يصلنا بانتقاء ما نرسله وما نصدقه كما ننتقي ما نقرؤه.