ثمة علاقة معقدة وعميقة بين المفاهيم التي يعتنقها الإنسان وزمنه وهويته، فلا يوجد اعتقاد أو سلوك يتبناه البشر ينتمي للا شيء، فكل حدث له مسبب يقترن بزمنه، فإن سقط الحدث سقط زمنه وسقطت معه متعلقاته لتعم الشخص، فوضى عارمة وليصعب عليه بعد ذلك لملمة شتات حياته، وإصلاح خللها أتعرفون لماذا؟! ببساطة لأنه لا يستطيع أن يعيد اللحظة متى شاء وهذا هو سر قيمة العمر! فما نخسره اليوم ليس بالسهولة استرجاعه. إن المسوف شخص يعشق تأجيل العمل والمهام المنوطة به، يمت بصلة قوية للمتردد فكلاهما لا ينجز وكلاهما يخسر اتخاذ القرار وغالباً ما يكون صاحب شخصية مهزوزة تخشى الفشل من أجل ذلك لا تقدم، أو صاحب شخصية ظلية تعيش على هامش الشخصيات المتوهجة، يفرط في العمل في الوقت المتوقع للإنجاز ظناً منه أنه يستطيع التعويض، ويتجاهل أنه ليس بوسعه كسب ود النجاح وهو يركله في كل مرة يؤجله فيها، لذا عليه أن يلحق نفسه ويتخلص من مبدأ الكسالى والمذعورين من الإقدام أولئك القابعون في الفراغ السرمدي الذين يستمرئون التردد والتأجيل مستهترين بالزمن كثيري الغضب يثورون من الضبط غير همامين ولا مبالين بمرور الوقت والضرر المترتب على تأخير العمل الواجب عليه يحملون شعار «ما فاتك اليوم تدركه غداً» تلك الفئة لا يمكن أن تثق بها، فهم لا يحترمون الوعود والالتزامات «إذا وعد أخلف» ويشبههم ضدهم المتعجل بتهور وليس بتأن بروية فذاك المندفع يخسر لأنه افتقد للحكمة في اتخاذ القرار فجانبه الصواب. وحتى نحقق المعادلة الصعبة ونتجلى نضع نصب أعيننا «العمر فيما أفنيناه» و «نغتنم خمسنا لخمس» فنحن لسنا ضد التأجيل المخطط له ما لم يعن إقصاء العمل إلى زمن مبهم القصد منه اللا إنجاز.