كشف متخصص في تحديد «مسار المهن الوظيفية» أن 70 % من موظفي القطاعين العام والخاص في خارطة سوق العمل السعودي، يعملون في وظائف لا تتوافق مع مهنتهم الأصلية. وأشار رئيس مجلس إدارة مجموعة بناء التربوية الدكتور غسان الصديقي، إلى أن غياب قياس «الميول المهنية» المعتمد دولياً، تسبب في عبء إنفاقي كبير على البرامج الحكومية المحلية المعنية في توليد الوظائف للسعوديين. وشدَّد الدكتور الصديقي على ضرورة اعتماد وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وصندوق الموارد البشرية «هدف»، مقاييس تحدد ميول المتقدمين المهنية، لخريجي مرحلتي الثانوية والجامعية، لاستدامة الوظائف، في مكتب العمل الأمريكي، الذي يعتمد على مقياس نظرية هولاند، ومنهجية (ACIP)، التي تعتبر النظرية الأفضل بين مثيلاتها التي تستخدم في المدارس والجامعات بالعالم لتحديد الميول المهنية للطلاب. وذكر الدكتور غسان الصديقي أنه إذا ما طبقت المقاييس المهنية بشكل علمي فإن مشكلات تحديد اختيار المهنة في سوق العمل والمشكلات المرتبطة به ستحل بنسبة تفوق ال 80%، لذا تقوم الجامعات الأمريكية بتطبيق قياس الميول المهنية لطلابها وتعتمد عليه، لأنه يحدد التخصص الدراسي المناسب لكل طالب، ويخدم في الوقت نفسه سوق العمل بالمهارات المطلوبة من قِبل الخريجين. وأوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة بناء التربوية أن أهم عنصر يفتقده سوق العمل السعودي بالنسبة لخريجي الجامعات، غياب مهاراتهم الخاصة. ويقول :»الجامعات السعودية -مع الأسف الشديد- لا تؤهل طلبتها مهارياً، وكثير منهم لا يدركون ذلك في الوقت المناسب، بل تعتمد على التأهيل الأكاديمي فقط، لذا هناك حلقة مفقودة». وأضاف أن حاجة الطالب تزداد في نهاية مسيرته الجامعية لاكتساب المعلومات والاتجاهات والمهارات التي تمكِّنه من التأقلم مع بيئة وسوق العمل، ومواكبة الأدوار الجديدة في مساره المهني الذي يمثل قراراً مفصلياً في مستقبله الوظيفي؛ لذلك فإن تأهيله لمستقبله المهني وفق أسس ومعايير وتجارب عالمية؛ لمواجهة تحديات اتخاذ قرار اختيار وظيفته المستقبلية، وبناء أولى لبنات مستقبله المهني والعملي، ويعد ذلك أمراً في غاية الأهمية، لأن غيابه يؤدي إلى مشكلات تنموية وتربوية.