تتسابق الجامعات السعودية خلال الأسابيع القادمة في تنظيم ما يسمى «يوم المهنة» لطلابها الخريجين، وتوجه فيه الدعوات للقطاعات الحكومية والخاصة لاقتناص ما لديها من فرص وظيفية محتملة، بينما تسوق خريجيها وإقناع تلك الجهات بتوظيفهم على اعتبار أنهم حصلوا على الجرعة العلمية الكافية نظريا وعمليا، ولكن للأسف أن ما يتمخض عن ذلك اليوم من وظائف فعلية لا يشمل إلا نسبة ضئيلة جدا من الخريجين، وأما ما تبقى من الملفات والسير الذاتية فمصيره أدراج الرياح بمجرد انتهاء فعالياته! ومن خلال خبرة شخصية متواضعة بهذا الخصوص في جامعة حائل فإن احتمالية عدم نجاح يوم المهنة بالشكل المرجو يرجع لسببين؛ أولهما أن الجامعات تعاني من عدم توافر البيانات الكافية للوظائف المتاحة لخريجيها كما ونوعا، ولذا توجد لديها ضبابية في الوصول المباشر لجهات التوظيف المحتملة، وخصوصا في القطاع الخاص الذي توجد لديه قطعا الفرص الوظيفية الهائلة المحجوبة عن الأنظار! وثانيهما ضعف ثقافة الطلاب الخريجين المهنية في عرض ما لديهم من تحصيل علمي ومهارات ذاتية، فضلا عن جهل معظمهم بالفرص الوظيفية التي تناسب قدراتهم، وبالتالي تركيزهم على عدد محدود من قطاعات التوظيف الرئيسية الحكومية والخاصة التي بلا شك أنها لا تملك القدرة على استيعاب أعدادهم المهولة. ولذا شرعت جامعة حائل في إنشاء مركز متخصص للتثقيف المهني، يهدف لإعطاء طلابها المهارات اللازمة لاكتشاف قدراتهم الشخصية التي تمكنهم من الوصول للوظيفة المناسبة منذ السنة الأولى، حيث يستهدف هذا المركز توعية طلاب السنة التحضيرية وعمل الاختبارات الذهنية والعلمية المناسبة التي تقودهم لاختيار الكلية والتخصص الذي يناسب قدراتهم الفعلية، فضلا عن تبصيرهم بالمستقبل الوظيفي لتلك التخصصات من واقع الأرقام المتوقعة لسوق الوظائف خلال السنوات القادمة. ويستهدف المركز الشريحة الأهم وهي الخريجون، بتأهيلهم مهنيا، ومساعدتهم على اكتشاف قدراتهم عبر برامج عديدة منها بناء السير الذاتية، والتدريب على المقابلات الشخصية، وتحليل مهاراتهم وتطلعاتهم المستقبلية، ومقارنتها مع واقع إحصائيات سوق العمل، لتوعيتهم بمتطلباته وفرصه الوظيفية الممكنة. ومن أجل تحقيق هذا الهدف بالكفاءة المطلوبة فقد تعاقدت مع شركة متخصصة في التوظيف بالسوق السعودي توفر اختصاصيين يقومون بتدريب الخريجين على تلك المهارات. د. أحمد أبو عمرو الغامدي