أرى فيما يرى النائم وترون جميعاً سلسلة من الصور والمشاهد الملوّنة، وليس كما يقال إن الرؤى تكون باللونين الأبيض والأسود، وتختلف هذه الرؤى باختلاف نوعها أو مصدرها، فإما بشرى من الله وإما تحزين من الشيطان وإما حديث نفس كما جاء ذلك في الحديث الشريف، وبهذا فإن العرب هم أول من درس الأحلام وحاول تفسيرها، بينما لم يذهب الغرب في دراسة الأحلام إلى وقت قريب، لكن المهم في الأمر مدة الأحلام التي نراها، فمنا من يكون وافر الأحلام كثير المشاهد والتفاصيل يذكر منها ما يذكر وينسى ما ينسى بعد أن يستيقظ، ومنا من لا يذكرها إلا نادراً حتى يظن أنه لا يحلُم، ومنّا من يتكرر معه الحُلم أكثر من مرة باختلاف بسيط في تفاصيله، فيما يتناقل الناس من معلومات فإن مدة الأحلام لا تتجاوز 10 ثوانٍ فقط حسبما قرأتُ بل أقل من ذلك، وهنا يستغرب قارئ هذه المعلومة، كيف يكون ذلك وبعض المشاهد لو كانت واقعاً لربما استغرقت دقائق وربما ساعة أو أكثر خاصة تلك المملوءة بالأحداث المروعة والمتسارعة، لكن ليس منا نحن الحالمين من حاول فهم قياس الحلم، وكيف لا يتساوى زمن الحلم والواقع؛ لذا أجد أن الموضوع لا يمكن سرده في أقل من دراسات وأبحاث علمية عدة ومختبرات وعلماء لا علاقة لهم بالتنظير فحسب، وفي المقابل أحمد الله سبحانه أن يسّر لنا الأحلام حتى جعلها في متناول العقل ولم تتساوَ أزمان الأحلام والواقع، وإلا لكانت الأحلام أكثر الأعمال مشقة على الإنسان، بل ربما لا يقدر عليها أحد، أو لأهلكت من النائمين كثيراً، ولكان أكثر المعرضين للهلاك أو خطر الأحلام هم حديثو التجربة أو قليلو الحيلة والحركة، وأقرب النماذج إلى أولئك هم نحن.