«حساب المواطن»، كما يتضح، برنامج وطني وضعته الحكومة لدعم الأُسَر ذات الدخل المنخفض، التي سوف تتأثر بالإصلاحات، لكي تتحمل تلك الأُسَر أعباء تلك الإصلاحات. البرنامج، على هيئته المبدئية، رائع، وله أهداف جميلة منها: «تخفيف وطأة الآثار الاقتصادية الناتجة عن المبادرات المختلفة على ذوي الدخل المنخفض، وتوجيه الدعم الحكومي المقدم للمواطنين، وتشجيع وتحفيز الأُسَر على الاستهلاك الرشيد لمنتجات الطاقة والمياه». أجمل ما في هذا البرنامج أن الدّعم نقد، ويصرف للفئات المستحقة، ويمنح الأُسَر حرية التصرف في مبلغ البدل، سواء بالإنفاق أو الادخار، كما أنه «ديناميكي» وفقاً للمتغيرات الاقتصادية، ووفقاً لحجم الأُسْرَة ومكوناتها وحالتها المادية. عند تطبيق البرنامج، بدءاً بالتسجيل وانتهاء باشتغال القائمين عليه وتحديثه لمواكبة المعطيات الاقتصادية، يُخشى من أمور عديدة: منها عدم إلمام بعض الناس بطريقة التسجيل الصحيحة، والمخاوف من قدرة الموقع على تحمل الدخول من قبل الملايين من المستفيدين في وقت واحد، خصوصاً، في الأيام الأولى للتسجيل، بالإضافة إلى مشكلات التقنية والتعقيدات الفنية الأخرى. الناس قد مرّوا بتجارب مريرة مع بعض البرامج التي طرحتها الحكومة مؤخراً، الأمر الذي يحث القائمين على «حساب المواطن» أن يكونوا أكثر دقة، وأكثر حرصاً على عدم تعطيل مصالح الناس، خصوصاً، أن هذا البرنامج معنيّ بمعالجة أضرار الإصلاحات على حياة الأُسَر ذات الدخول المنخفضة. إنْ تعثَّر الدعم الذي يقدمه «حساب المواطن» فقد لا تنتظر شركة الكهرباء، التي ستخلع «قاطعها» من مكانه في حال عدم التسديد «ولن ينفع الصوت بعد الفوت». الحكومة صممت هذا البرنامج للوصول إلى أفضل مستويات العدالة في تقديم الدعم لمستحقيه، وستواصل جهودها في الدقة والموضوعية لزيادة كفاءة البرنامج وتطويره. أيها القائمون عليه، إنه برنامج رائع، أكملوا روعته بحسن تطبيقكم له، وفقكم الله.