تجربة إصدار صحيفة الشرق وردود الفعل التي توالت على الصحيفة خلال مائة يوم عمل تثبت أن التفكير الصحفي بمختلف وسائله قادر على إدارة محتوى وصناعة مفاهيم واستقطاب اهتمام المتابعين، فإذا نحن لسنا أمام تجربة طباعة ورقية أو شبكة تواصل اجتماعية أو موقع إخباري على الإنترنت، نحن إزاء إدارة محتوى إعلامي. يثمن المتابعون للشرق مساحة التعبير عن الرأي، والمتابعة المعلوماتية، ومع ذلك فما زال أمام الشرق تحديات تكوين صورتها الذهنية، إذ أن مائة يوم في تاريخ الإعلام تعد نقطة في بحر التحديات. لقد أوضحت المائة يوم الماضية من تاريخ الشرق في الإعلام ومن الإعلام ومع الإعلام أن وحدة الزمن ومقصلة الوقت والزخم والتدفق المعلوماتي تثبت ازدياد الحاجة إلى التفكير الصحفي الناقد المتوازن والمعلوماتي، وأضيف هنا، والسريع جداً إن نموذج العاملين في الشرق فريد حسب عملي في أكثر من منظومة إعلامية، ومع القليل من الأخطاء والمزيد من التجارب، ومنح الثقة فإن الطرح الكتابي أيا كانت وسيلته أو آلياته ضمن هذا السيل المعلوماتي يستطيع صناعة إضافة احترافية، وقد كسب العاملون في الشرق هذا الرهان. إن مائة يوم من تاريخ الشرق هي أهم مائة يوم في تاريخ الشرق، وهي قد لا تعني للقارئ الشيء الكثير، ولكنها بالنسبة لأسرة الشرق، تعني شيئا كبيرا نادرا ما يتكرر.