أشاد سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى المملكة العربية السعودية أوليغ أوزيروف، بإدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين لمقتل سفير روسيا الاتحادية لدى تركيا أندريه كارلوف وتقديم العزاء والمواساة لأسرة القتيل ولروسيا الاتحادية حكومة وشعباً، معتبراً اغتيال كارلوف عملاً يتنافى مع القوانين الدولية، ومبادئ حماية الدبلوماسيين والمبعوثين الدوليين، والمبادئ والأخلاق الإنسانية. وقال السفير أوزيروف ل "الشرق": إن زميله السفير لدى أنقرة اندريه كارلوف، كان رجلاً مُحباً للسلام، وكان يفعل ما بوسعه لتطوير العلاقات بين روسياوتركيا أولاً، وكان يحاول بناء علاقات جيدة مع المعارضة السورية وسبق وأن التقى عدداً منهم أكثر من مرة، وكان يبحث عن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وأضاف السفير أوزيروف أن اغتيال كارلوف ضربة للعملية السلمية وعرقلة إمكانية إيجاد طرق تسوية للأزمة في سوريا. وقال السفير أوزيروف "استغربت عندما قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي "تويت" و"فيسبوك" بعض التعليقات من بعض الأشخاص ومن جنسيات مختلفة الذين عبَّروا عن راحتهم من هذا الاغتيال" معتبراً ذلك غير سلوك إنساني إطلاقاً، مشيراً إلى أن كارلوف كان ديبلوماسياً ومحباً للسلام ويفعل كل ما في وسعه لتطوير العلاقات بين روسياوتركيا أولاً، وثانياً كان يحاول بناء علاقات جيدة مع المعارضة السورية. وأضاف أوزيروف: إن كان منفذ الهجوم أو من يقف وراءه إن اغتيال كارلوف هو الطريق الذي يعترض فيه على ما يجري في مدينة حلب فهو مخطئ، لأن ما قام به قاتل السفير كارلوف هي جريمة بشعة، وإنه اغتال شخص محب للسلام وأعزل من السلاح. وأكد السفير أوزيروف: أن حادثة اغتيال السفير أندريه كارلوف الواضح منها أنها ابتزاز مباشر ضد تطبيع العلاقات الروسية التركية أولاً، ومحاولة نسف استئناف العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية ثانياً. وقال: إن العملية برمتها تهدف إلى ضرب علاقتنا مع تركيا، وإنه لغاية الآن لا نعرف من يقف وراء منفذ الهجوم ولكن بالتأكيد سنعرف، حيث أرسلت الدولة الروسية مجموعة محققين وبالتعاون مع السلطات التركية للكشف عن مَنْ وراء منفذ الهجوم وإيجاد الجواب ومن وراء الاغتيال. وصل فريق من المحققين الروس إلى أنقرة أمس، لتوضيح ملابسات اغتيال السفير الروسي في أنقرة برصاص شرطي في معرض فني، فيما أوقفت السلطات التركية ستة أشخاص على ذمة التحقيق. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مجموعة من 18 محققاً من عناصر أجهزة الاستخبارات ودبلوماسيين روس وصلوا إلى أنقرة لتوضيح ملابسات اغتيال السفير الروسي. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن"المجموعة ستعمل في تركيا في إطار التحقيق في اغتيال سفير روسيا أندريه كارلوف، طبقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين الروسي والتركي خلال مكالمتهما الهاتفية". دان مجلس الأمن الدولي بالاجماع أمس اغتيال السفير الروسي لدى انقرة، معتبراً إياه "اعتداءً إرهابياً" في توصيف استخدمه أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال المجلس في بيان صدر بإجماع أعضائه ال 15 أنه "يدين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي" ويقدم تعازيه لعائلة الدبلوماسي وللحكومة الروسية. بدوره عبَّر بان كي مون عن "اشمئزازه من هذا العمل الإرهابي العبثي"، مؤكداً في بيان أنه "لا يمكن أن يكون هناك مبرر لاستهداف الموظفين الدبلوماسيين والمدنيين". وأضاف إن "الأمين العام يتابع من كثب تطورات الوضع ويتمنى الشفاء العاجل والتام للأشخاص الذين ورد أنهم أصيبوا في الهجوم". دان كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مساء الإثنين اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، وفي حين اعتبره الاتحاد "عملاً شنيعاً" قال الحلف إنه "هجوم لا يمكن تصوره". وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في تغريدة على تويتر إنه قدّم تعازيه لعائلة الدبلوماسي و"للشعب الروسي"، مؤكداً أن "لا شيء يبرر عملاً شنيعاً مثل هذا". وشارك ستولتنبرغ في بروكسل الإثنين في حوار بين روسيا وحلف شمال الأطلسي الذي يضم في عدداً من أعضائه تركياً. من جهة ثانية، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في رسالة إلى نظيرها الروسي سيرغي لافروف إنها "صدمت بشدة بالهجوم الذي لا يمكن تصوره الذي استهدف السفير اندري كارلوف". وأضافت في بيان إن"الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات هذا الهجوم، نود التعبير عن تضامننا مع روسيا في مواجهة هذا عمل العنف الشنيع هذا". وضع ستة أشخاص قيد الحجز الاحتياطي أمس، في إطار التحقيق في اغتيال السفير الروسي في أنقرة الإثنين برصاص شرطي تركي، في هجوم أثار صدمة وبدأت تتضح ملابساته. وذكرت وكالة الأنباء دوغان أن ستة مقربين من مطلق النار مولود ميرت التينتاس وضعوا قيد الحجز الاحتياطي في آيدين، المدينة التي يتحدر منها القاتل في غرب تركيا.