قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأمريكي، جون كيري في قصر المؤتمرات بالرياض، إن أي اتفاق في اليمن يجب أن يرتكز على المبادرة الخليجية وقرار الأممالمتحدة، وهما المرجعان المتفق عليهما. وأضاف الجبير أن المملكة تطالب العالم باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تدخلات إيران في المنطقة. فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن تنظيم داعش في طريقه للهزيمة. وصرّح كيري أن بلاده تدين الهجمات الإرهابية، التي وقعت أمس في مدينة عدن اليمنية. أضاف: «يجب أن ننهي الحرب في اليمن بشكل يحمي أمن السعودية»، وحثّ كيري كل الأطراف اليمنية للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكد كيري أيضاً أن خطة الأممالمتحدة قابلة للنقاش وليست نهائية، وأن الهدف الأول إنهاء حرب اليمن، والتوصل لتسوية سياسية لمعالجة الوضع الإنساني فيه. وشدد كيري على أن بلاده ترفض التدخل الإيراني في اليمن، كما ترفضه السعودية. وأوضح الجبير أن المباحثات الثنائية التي جرت أمس مع كيري تناولت جملة من المواضيع السياسية والأمنية والاقتصادية، مبيناً أن سوء الأوضاع في المنطقة جاء في مقدمة تلك المواضيع، ومنها الوضع الراهن في سوريا، وكذلك الأوضاع في العراق واليمن وليبيا، وضرورة إيجاد حلول سياسية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، والمتضمن مكافحة الإرهاب ودعم التعاون بين البلدين في هذا الشأن. واستعرض وزير الخارجية خلال المؤتمرٍ الصحفي، نتائج اجتماع اللجنة الرباعية المكونة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة وبريطانيا، الذي عقد بحضور وزير خارجية عمان والمندوب الخاص للأمم المتحدة، مؤكداً أن هذا الاجتماع تمخض عنه بيان مشترك، ركز على أهمية المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجاتها، وتنفيذ الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، مشدداً على أهمية الاتفاق وشموليته فيما يتعلق بانتقال السلطة. من جانبه، أكد جون كيري أن المملكة العربية السعودية واحدة من الدول الرائدة في التحالف الذي يركز على التخلص من داعش، منوهاً بالشراكة القائمة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، عادّها شراكة ذات قيمة عالية، مشدداً على أن العلاقة بين البلدين ستبقى قوية على جميع الأصعدة، وذات أولوية للرئاسة الأمريكية. وأوضح كيري أنه والجبير مستمران في الحوار والنقاش خلال الاجتماعات أو عبر الاتصالات الهاتفية، حول عدد من المسائل الإقليمية من ضمنها الحرب في سوريا، والحرب ضد التطرف والإرهاب. وأكد وزير الخارجية الأمريكي على أهمية المضي قدماً لوضع خطة لإنهاء القتال في اليمن، عبر تسوية سياسية، لافتاً النظر إلى الوضع الإنساني الذي يزداد سوءاً في اليمن، لذا بات من الضروري جدّاً أن ننهي هذه الحرب، وبشكل يحمي المملكة العربية السعودية، التي تواجه تهديداً على حدودها، وبما يضمن إضعاف قدرات الإرهابيين من الدخول إلى المملكة والاعتداء على قراها وساكنيها. وقال: «نحن ماضون باتجاه ذلك بكامل طاقتنا، وفي الحصول على وقف إطلاق النار، وفي نقاشاتنا حددنا أسلوباً يمكننا المضي للتوصل إليه، إلى جانب حث جميع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات، ونعتقد بأن الخطة المقترحة من الأممالمتحدة إذا ما نوقشت وتفاوضنا عليها بشكل مناسب، ستكون قادرة على إنهاء الحرب». وأكد كيري أن واشنطن تعرف التدخل الإيراني في سوريا، بدعمه لحزب الله، ومثل ذلك في اليمن بهدف دعم الميليشيات الحوثية، مبيناً أنه جرى اعتراض شحنات من الأسلحة قادمة من إيران باتجاه اليمن، مشدداً على رفضهم هذا الأمر، وهو ما حملته الحوارات مع إيران بشأنه، مع وعود دبلوماسية إيرانية وتأكيد رغبتهم في إنهاء الحرب في اليمن بأن يكون للحوثي دور في الحكومة، عبر الطرق الدبلوماسية. وشدد الجبير على استمرار المملكة ومواصلتها مطالبة المجتمع الدولي بإيجاد حلول رادعة لإيران التي لا تزال تمارس تدخلاتها السلبية في المنطقة، سواء في اليمن أو في سوريا أو دعم الخلايا الإرهابية داخل المملكة، ودعمها للإرهاب، وإشعال الفتن الطائفية، إلى جانب خطرها الذي تشكله في مضيق هرمز.