أوضح وزير الخارجية عادل الجبير، أن المحادثات الثنائية التي أجراها اليوم (الأحد) مع نظيره الأميركي جون كيري، تناولت جملة من الموضوعات السياسية والأمنية والاقتصادية، مبيناً أن سوء الأوضاع في المنطقة جاء في مقدمة تلك المواضيع، ومنها الوضع الراهن في سورية، وكذلك الأوضاع في العراق واليمن وليبيا، وضرورة إيجاد حلول سياسية لإحلال السلام في الشرق الاوسط، والمتضمن مكافحة الإرهاب ودعم التعاون بين البلدين في هذا الشأن. واستعرض الجبير خلال مؤتمرٍ صحافي عقده مع نظيره الأميركي اليوم (الأحد) في قصر المؤتمرات في الرياض، نتائج اجتماع اللجنة الرباعية المكونة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة وبريطانيا، والذي عقد بحضور وزير خارجية عمان والمندوب الخاص للأمم المتحدة، وما اشتمل عليه الاجتماع من بحث عملية السلام في اليمن، وسبل دفعها إلى الأمام، مؤكداً أن هذا الاجتماع تمخض عنه بيان مشترك، ركز على أهمية المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، مشدداً على أهمية الاتفاق وشموليته في ما يتعلق بانتقال السلطة. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن المملكة واحدة من الدول الرائدة في التحالف الذي يركز على التخلص من داعش، منوهاً بالشراكة القائمة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، عادّها شراكة ذات قيمة عالية، مشدداً على أن العلاقة بين البلدين ستبقى قوية على جميع الأصعدة، وذات أولوية للرئاسة الأميركية. وأوضح أنه مستمر في الحوار والنقاش مع نظيره السعودي، من خلال الاجتماعات أو عبر الاتصالات الهاتفية، حول عدد من المسائل الإقليمية من ضمنها الحرب في سورية، والحرب ضد التطرف والإرهاب، وفي شؤون جمة أخرى كالتجارة والعلم والتكنولوجيا والطاقة وأمن الغذاء، والعديد من الموضوعات المهمة لمصالح بلدينا، ودائماً ما تتفق رؤانا. وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى اجتماع اللجنة الرباعية المنعقد بحضور المبعوث الأممي الخاص ووزير الخارجية العماني، الذي تناول ضرورة إنهاء الحرب في اليمن، وكيفية المضي قدماً لوضع خطة لإنهاء القتال، عبر تسوية سياسية، مؤكداً أن ذلك بالتحديد هو الأمر الطارئ للاجتماع اليوم، مشيراً إلى الوضع الإنساني الذي يزداد سوءاً في اليمن، بات من الضروري معه إنهاء هذه الحرب، وبشكل يحمي المملكة العربية السعودية، التي تواجه تهديداً على حدودها، وبما يضمن إضعاف قدرات الإرهابيين من الدخول الى المملكة والاعتداء على قراها وساكنيها. وأبان أنهم يعرفون بأن نحو عشرة آلاف شخص قتلوا وجرحوا بسبب هذه الحرب، ونزح جراءها ثلاثة ملايين يمني، بخلاف النقص في الغذاء، مشدداً على استمرار الولاياتالمتحدة على العمل مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى، لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وإيجاد مسار للسلام. وقال: «إلى جانب حض جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، نعتقد بأن الخطة المقترحة من الأممالمتحدة إذا ما نوقشت وتفاوضنا عليها بشكل مناسب، ستكون قادرة على إنهاء الحرب». وأكد كيري في معرض إجابته على أسئلة الصحافيين، علم بلاده بالتدخل الإيراني في سورية، بدعمه لحزب الله، ومثل ذلك في اليمن بهدف دعم المليشيات الحوثية، مبيناً أنه جرى اعتراض شحنات من الأسلحة قادمة من إيران باتجاه اليمن، مشدداً على رفضهم هذا الأمر، وهو ما حملته الحوارات مع إيران في شأنه، مع وعود ديبلوماسية إيرانية وتأكيد رغبتهم في إنهاء الحرب في اليمن بأن يكون للحوثي دور في الحكومة، عبر الطرق الديبلوماسية. و أبدى وزير الخارجية الأميركي استياءه من الإجراءات التي تتطلبها بيع الأسلحة الأميركية على جميع بلدان العالم، ومن بينها المملكة، آملاً بإيجاد طريقة أفضل لتسريع هذه العمليات والإجراءات، لتتضمن مرونة ومراعاة لحاجة الدول الراغبة في الشراء. من جهته أكد الجبير، أن المملكة لم تتلق من الولاياتالمتحدة الأميركية أي شيء رسمي حيال تعطيل مبيعات الأسلحة، أو تحويل القنابل العادية إلى قنابل ذكية، مشيراً إلى أن ذلك لا يعدو كونه اجتهادات وأخباراً إعلامية غير صحيحة وغير دقيقة، بل تتناقض مع الواقع. وشدد الجبير على استمرار المملكة ومواصلتها مطالبة المجتمع الدولي بإيجاد حلول رادعة لإيران التي لا تزال تمارس تدخلاتها السلبية في المنطقة، سواء في اليمن أو في سورية أو دعم الخلايا الإرهابية داخل المملكة، ودعمها للأرهاب، وإشعال الفتن الطائفية، إلى جانب خطرها الذي تشكله في مضيق هرمز. وحول مراجعة المملكة لاستثماراتها في الولاياتالمتحدة الأميركية، أكد الجبير أن المراجعة أمر مهم دائماً، وهو ما نعمل عليه دائماً في استثمارات المملكة في كل مكان، نافياً نية المملكة تقليص استثماراتها في أميركا، «المراجعة لا تعني ذلك، بل إن زيادة الاستثمارات تتطلب المراجعة أيضاً، وهذا هو الأمر الحقيقي الذي نعمل عليه»