خرجت مظاهرات حاشدة أمس في عدد من مدن وعواصم العالم احتجاجاً على ما يحدث في حلب من جرائم بآلة القتل لنظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، واستنكاراً وتنديداً بصمت المجتمع الدولي وشلل دور المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية، وانتقاداً لمواقف دولها حيال هذه الحالة الإنسانية التي لم تشهد البشرية مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية. ففي تركيا خرجت مظاهرة في العاصمة أنقرة أمام السفارة الروسية، ومظاهرة أخرى عارمة خرجت أمام قنصلية روسيا في شارع الاستقلال في إسطنبول، شارك في هذه المظاهرة بالإضافة إلى الجالية السورية في تركيا، عديد من المنظمات والهيئات المدنية التركية. وفي العاصمة الفرنسية باريس خرجت مظاهرة أمام وزارة الداخلية القريبة من قصر الإليزيه، وكانت المظاهرة مدعومة من «حزب الخضر» و»الاتحاد النقابي التضامني»، وندد المتظاهرون بما اعتبروه «تواطؤاً» من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية والأمم المتحدة، وب «الصمت» الدولي حيال ما يحدث في حلب، وطالبوا الحكومة الفرنسية بالسعي لوقف هذه المجازر وفتح ممرات آمنة لإنقاذ سكان شرقي حلب من المجازر التي ترتكب بحقهم. وأبدى المتظاهرون عزمهم على تنظيم عديد من الوقفات الاحتجاجية خلال الأسبوع الجاري، واحدة ستنظم في وقت لاحق اليوم أمام السفارة الروسية بباريس، في إطار ما أطلقوا عليه اسم «أسبوع الغضب». أما في العاصمة اللبنانية فقد خرج العشرات من المتظاهرين للتنديد بالمجازر الوحشية، وقالت الناشطة السياسية في تيار المستقبل نوال المدللي: «نحن هنا ننعي بوقفتنا الصامتة المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لأنهم يغيبون أنفسهم عن مهامهم الإنسانية». كما خرجت مظاهرة حاشدة أمام السفارة الروسية في الكويت للتنديد بدعم موسكو لنظام الأسد، ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالتدخل الروسي وطالبت بوقف القتل. وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ناشد الثلاثاء أحرار العالم للتظاهر أمام السفارات الروسية والإيرانية اعتراضاً على جرائم الحرب التي ترتكب في سورية، وتضامناً مع أهالي حلب المحاصرين. وأكد عضو الهيئة السياسية للائتلاف ياسر الفرحان أن ما تقوم به روسيا من إجرام وغطاء لإجرام قوات الأسد والميليشيات الإيرانية لا يمكن أن يصدر عن دولة متحضرة في القرن الحادي والعشرين، ولكنه تصرف مافيات ودول قروسطية من عصر الظلمات، مشدداً على وجوب توحد الرأي العام العالمي لكل أحرار الشعوب بالوقوف ضد هذه الجرائم المشينة والمطالبة بوقفها الفوري. كما أكدت عضو الائتلاف ديما موسى أن فشل وعجز مجلس الأمن يحتّم على ضمير أحرار العالم أن يساندوا مدنيي حلب المهددين من قبل روسيا والميليشيات بالذبح والقتل والاغتصاب، أطفالاً ونساء وشباباً، وذلك من خلال التظاهر أمام السفارات والضغط على الحكومات للتحرك الفعال في وقف تلك الإبادة.