عقد ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي، مؤتمرهم ال 37 بالمنامة، في ظروف صعبة، وأحداث متلاطمة الأمواج بين ما هو داخلي يتم الترتيب له والإعداد له وقد عصفت بالمنطقة أزمة اقتصادية خانقة، وبين أمواج خارجية عاتية تهيجها الأعاصير والمخاطر، وقد سبقت القمة جولة خليجية ناجحة قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدأها بدولة الإمارات العربية وانتهى مطافها في الكويت قبل أيام، آثارها الإيجابية فيما ورد في العبارة التي غرد به الملك في موقعه الرسمي على تويتر: (ما لمسته خلال زياراتي يبرز واقع الترابط القوي بين شعوبنا ووحدة صفنا). منذ ما يقارب الأربعة عقود، بعد إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي كمنظمة إقليمية سياسية وإقتصادية تضم دول الخليج العربي عام 1981م، ظل التساؤل القائم والملح هل حقق المجلس بصيغته الحالية أهدافه؟ الهدف الأساسي من إنشاء "المنظمة" كما نص عليه نظام التأسيس، تحقيق التعاون والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وصولا إلى وحدتها. ومواجهة كل الأخطار التي تهدد وحدة كيانها وسلامة شعوبها، وحيث كان لابد من سماع صوت المواطن الخليجي، ليجيب عن السؤال الآنف الذكر، ومعرفة ما يهم كل خليجي لمستقف الكيان الخليجي، بدا لي أنه من ضمن الترتيبات والإجراءات التي صاحبت القمة الخليجية الأخيرة، والتمهيد والتخطيط لمستقبل أفضل، وزع عبر قنوات التواصل نسخ من استفتاء الخليجيين حول ضرورة انتقال دول المجلس من الوحدة إلى الاتحاد، وقد وصلتني نسخة منه للتوقيع على ما سُمي بوثيقة الاتحاد الخليجي التي سلمت لقادة دول المجلس في الاجتماع الأخير بالموافقة أو عدم الموافقة على التكتل السياسي لاتحاد دول مجلس الخليج العربي. التحديات كبيرة والمخاطر أكبر، ودول الخليج التي أصبحت هدفا لابد منه لدول العالم، بتحديات غير مسبوقة تستهدف وجودها واستقرارها، وهو ما أشار إليه الملك سلمان في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية الأخيرة.علينا أن نأخذ بعين الاعتبار التكتل الصهيو/صفوي في المنطقة، وما يقوم به من نشر للتطرف والطائفية والإرهاب، الذي يؤكد حاجة دول المنطقة ودول الخليج تحديدا للتكتلات والاتحادات التي من شأنها تحقيق نتائج أفضل وإيجابية لمواجهة كل المخاطر المحيطة بها، والتغلب على الصعوبات وما يتآمر عليها به ويتحالف ضدها. مسيرة (التعاون الخليجية) تحتاج لدعم من كل دول الخليج ليس فقط لمواجهة المخاطرالمحدقة بهم، وإنما للتعاون والتنسيق بين القادة الخليجيين لوضع آليات التغيير الضرورية والخطط التي تعزز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج. حقا نحن بحاجة لهذا الاتحاد الذي بات مطلبا ملحا للآن وليس للغد، كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله، في القمة 36، ضرورة الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، لمواجهة التحديات ومن أجل مستقبل شعوب المنطقة. القمة البريطانية الخليجية التي تمت بزيارة تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا ولقائها قادة دول الخليج في البحرين مؤخرا، تؤكد اهتمام بريطانيا والدول الأوروبية بمصالحها مع خليج موحد وآمن، لتعلن أن "أمن الخليج من أمن بريطانيا"، فلنؤكد للعالم أن أمن الخليج لا يتحقق إلا بوحدتنا واتحاد كياننا.