نزعت فرقٌ هندسيةٌ يمنية عشراتٍ من الألغام زرعها الانقلابيون في محافظة شبوة، في وقتٍ أفاد فيه شهود عيانٍ في ذمار والبيضاء بفرضِ جماعة الحوثي خطباء جمعة بقوة السلاح. وأعلن الجيش اليمني الوطني مواصلة فرقِه الهندسية نزع الألغام في جبهة بيحان التابعة لمحافظة شبوة (جنوب). وأوضحت مصادر عسكرية أن الفرق نزعت، صباح أمس، أكثر من 70 لغماً زرعتها ميليشيات الحوثي- صالح في منطقة ذهبا (غرب مديرية بيحان). ووفقاً للمصادر؛ تستمر عمليات نزع الألغام، في إطار جهود استعادة ما تبقَّى من مناطق في شبوة تحت سيطرة الانقلاب. وخلال الأيام الماضية؛ نزعت الفرق الهندسية أكثر من 600 لغمٍ من المواقع التي حُرِّرَت في جبهة بيحان، بحسب المركز الإعلامي للجيش الوطني. في سياقٍ آخر؛ ذكر شهود عيان أن جماعة الحوثي فرضت بالقوة خطباء تابعين لها على عددٍ من المساجد في مدينتي ذمار والبيضاء جنوبيصنعاء، ما دفع مصلّين إلى مغادرة خطبة الجمعة أمس. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الموالية للشرعية «سبأ» عن شهود؛ أن مصلّين في مسجدَين، أحدهما يُسمى مسجد «الأخضر» في وسط مدينة ذمار، غادروهما بعد صعود خطيبين حوثيَّين على المنبرين، إذ رفض المغادرون توظيف المنابر في نشر الطائفية والعنصرية والطعن في رموزٍ لدى المسلمين، وفقاً للمصادر. وأشارت «سبأ» إلى حادثٍ مشابه في مدينة البيضاء (جنوبصنعاء) إذ «أقدمت ميليشيات الحوثي على اقتحام مسجد التوحيد في المدينة في محاولةٍ لفرض خطيبٍ تابعٍ لها». و»هذا الاعتداء على المساجد ليس الأول للميليشيات، إذ سبق أن أقدمت على كتابة ورسم شعاراتها على جدران مسجد التوحيد في البيضاء في أغسطس الماضي، وتهديد حارسه بتسوية المسجد بالأرض في حال تمت إزالتها»، وفق ما أوردت الوكالة اليمنية. غرباً؛ أفاد قائدٌ عسكري بارز، موالٍ للشرعية، بجاهزية اللواء 22 ميكا لتحرير آخر مواقع للانقلابيين في تبّة السلال شرقي مدينة تعز (مركز محافظة غربية تحمل الاسم نفسه). ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن العميد ركن صادق سرحان قوله إن أفراد «اللواء 22 ميكا، وإلى جانبه أبطال المقاومة، جاهزون لتحرير آخر المواقع التي لاتزال ميليشيات الحوثي والمخلوع تتمركز فيها في تبة السلال». وأبدى سرحان، وهو قائد اللواء، ارتياحه للمردود الميداني للجيش في تعز «إذ يذيق الميليشيات الانقلابية هزائم يومية في مختلف جبهات المحافظة». وقوات الشرعية مؤلَّفة من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومدعومة من التحالف العربي. وأشار سرحان إلى استعداد لوائه ل «خوض معركة الحسم، وطرد الانقلابيين من كامل محافظة تعز». وذكر أن الأسابيع الماضية شهدت تحرير عددٍ من المواقع الاستراتيجية في شرق وشمال المحافظة كان الانقلابيون يتخذونها منصاتٍ لقصف مواقع مدنية. واعتبر سرحان أن صمود أبناء تعز أسقط كافة رهانات المتمردين الذين كانوا يعتقدون أن بمقدورهم السيطرة على المحافظة «لكن تعز أثبتت أنها قوية بجيشها ورجالها ونسائها رغم القصفين الصاروخي والمدفعي اللذين تشنُّهما الميليشيات على الأحياء السكنية في نواحٍ عدة منها». وأطلق مسلحون انقلابيون، الخميس، قذيفةً على حي بير باشا الواقع غربي مركز المحافظة من مواقع تمركزهم أسفل تلَّةٍ تسمى الزُبية، بحسب ما أوردت «سبأ». وأسفر القصف، بحسب مصدر طبي تحدث للوكالة، عن مقتل مدني وإصابة 3 آخرين. ولفت العميد سرحان إلى تمسك المدنيين بمدينتهم رغم تواصل القصف المدفعي من جانب المتمردين، مثمِّناً دور دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات ودعمهما الشعب اليمني وقيادته الشرعية وجيشه الوطني. إلى ذلك؛ دعا سرحان، في تصريحاته، المتعاونين مع الحوثيين (المتحوِّثون) من سكان تعز إلى التراجع عن أعمالهم. وخاطبهم قائلاً: «هذه آخر فرصة لكم، بعدها سيكون لتعز كلام آخر معكم، أنتم عاجزون عن تحقيق أي هدف في تعز التي ستظل صامدة إلى أن تدحركم»، مشدِّداً: «لن نتغاضى عن أي شخصيةٍ، سواءً كانت سياسية أو اجتماعية في تعز، شاركت في قتل وقصف أبناء المحافظة. ولن نغفر لهم هذه الجريمة وسيُقدَّمون إلى المحاكمة كمجرمي حرب، وسينال كل مجرم عقابه».