تعاضد وتكاتف أفراد المجتمع في الملمات والحوادث يدل دلالة واضحة على سلامة بنائه ونقائه، ثمة مواقف شخصية تتطلب منك أن تتعامل معها بحس إنساني ومجتمعي عام يبين معدنك الصافي الكريم. فمثلاً عندما تجد شخصا يحتاج «فزعتك» مثل المسافر على طريق منقطع عن التجمعات السكانية ساعده فأنت في هذه الحالة ستُمثل قمة الإحسان بكل عناوينه الخيرة…في هذه الأيام «الشتوية الباردة» جداً خصوصاً في المناطق الشمالية التي تصل بها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، باتت الحاجة ملحة جداً لتضافر العمل الإنساني على كل المستويات المجتمعية أفرادا وجماعات ومؤسسات حكومية وهيئات إنسانية رسمية وخاصة إلى المبادرات التطوعية الجميلة التي ضربت أروع الأمثلة في التكاتف المجتمعي إبان كارثة جدة / قام بها شبان وفتيات، هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التطوعية لحد الآن لم تجد الدعم الحكومي غير أقوال دون أفعال! ثمة أسر مُتعففة يعانون البرد وحالتهم فقيرة لا تصل إليهم «الجمعيات الخيرية» وللحقيقة هي «مثل قلتها»!، وثمة من تضررت منازلهم بسبب البرد والعواصف والمطر، وثمة عمال تجور عليهم مؤسساتهم وشركاتهم ويعملون في ظروف قاسية يحتاجون إلى أن تلتفت لهم كل منظمات المجتمع المدني لإسعافهم بلوازم التدفئة خاصة «الحراس والرعاة» وكذلك الذين يعملون في الميدان مثل «العسكر» فهم بحاجتنا أكثر من أي وقت مضى! آخر الكلام أذكر في سالف العصر والأوان كانت المدارس تعلم طلابها ثقافة التطوع / غرس الأشجار قرب المدن، تنظيف المرافق العامة والشواطئ، ويبدو أن «وزارة التعليم» نسيت هذه الفعاليات النافعة للمجتمع وتفرغت لمشكلاتها مع كوادرها التعليمية! فتفعيل العمل التطوعي من شأنه أن ينشر «الفكر التشاركي» ويُخفف من المشكلات التي يعاني منها المجتمع (كالفقر- والتلوث البيئي – والأمية) وغيرها كثير من المشكلات الاجتماعية…!