بعد ساعات قليلة من سيطرة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على أحياء الميسر وكرم الطحان وأجزاء من حي القاطرجي في حلب يوم الأحد، شن ثوار حلب هجوماً عنيفاً فجر أمس على قوات الأسد وميليشيات إيران، تمكنوا فيها من قتل وجرح العشرات من العناصر بحسب ما أكد ناشطون وشبكة شام الإخبارية. وأوضحت الشبكة أن مجموعات تحمل أحزمة ناسفة اقتحمت تحصينات وتجمعات الأسد والميليشيات وجرت على إثرها اشتباكات عنيفة جداً تمكن الثوار فيها من قتل أكثر 25 عنصراً من قوات الأسد وجثثهم في الشوارع والطرقات، وقالت الشبكة إن الثوار دمروا 3 دبابات وعربة مدرعة وعربة شيلكا وأيضا سيارة عسكرية محملة بالعناصر بعد استهدافها بصواريخ مضادة للدروع. وأشارت الشبكة إلى أن الثوار أسروا مجموعة من عناصر الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة له في حي الميسر، واستعادوا السيطرة على مشفى العيون في حي قاضي عسكر، ومحطة ضخ باب النيرب ودوار الحاووظ، وأيضا على كامل حيي القاطرجي وكرم الطحان وأجزاء واسعة من حي الميسر. تقدم الثوار السريع أجبر قوات الأسد على فتح جبهات جديدة في أحياء بستان القصر والعامرية والإذاعة وجب الشلبي للتخفيف عن قواتها في حي الميسر، وهو ما أدى لنتيجة عكسية تماماً حيث تصدى الثوار للهجوم وقتلوا أكثر من 20 عنصراً وجرحوا عشرات آخرين، وفي ذات السياق استهدف الثوار معاقل الأسد في الأحياء الخاضعة لسيطرته بعدة صواريخ وقذائف أصابت إحداها مشفى ميدانيا عسكريا يديره أطباء روس في حي الفرقان أدت لمقتل طبيبة روسية وإصابة آخرين بجروح، كما استهدف الثوار معاقل شبيحة الأسد في بلدتي نبل والزهراء وتلة الشيخ يوسف بصواريخ الغراد محققين إصابات مباشرة، كما تمكنوا من تدمير رشاش «14.5» ومقتل من كان حوله على جبهة منيان بعد استهدافه بصاروخ تاو، فيما واصلت الطائرات الحربية والمروحية التابعة لروسيا والأسد باستهداف مناطق الاشتباكات وأحياء حلب المحاصرة بكل أنواع القنابل والصواريخ أدت لسقوط 4 شهداء في حي الزيدية وعديد من الجرحى بين المدنيين، وفي الريف الحلبي تواصل أيضاً الطائرات غاراتها الجوية على المدن والبلدات المحررة مخلفةً عديدا من الجرحى في صفوف المدنيين. ورفضت فصائل المعارضة الخروج من المدينة المحاصرة مؤكدة العزم على القتال «حتى آخر نقطة دم»، وفق ما قال مسؤولان في فصيلي نور الدين الزنكي وجيش الإسلام. ويأتي هذا الرفض بعد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس أن محادثات بين الروس والأمريكيين ستجري في جنيف اليوم أو غداً، حول خروج «كل مقاتلي» المعارضة من حلب. وأكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل في حلب أن أي اقتراح بخروج مقاتلي الفصائل «مرفوض»، موضحاً أن «أجندة الروس القضاء على الثورة في شمال سوريا وهذا لن ينالوه». ودعا اليوسف «الروس للخروج من حلب وإخراج الميليشيات الطائفية من حلب ومن سوريا وعدم التدخل في الشأن الداخلي للسوريين» مضيفاً «لن يرحمهم التاريخ ولا الشعوب على ارتكابهم مجازر حرب وجرائم ضد الإنسانية ودعمهم لديكتاتور قاتل فاقد الشرعية». من جهته شدد أبو عبدالرحمن الحموي من جيش الإسلام على أن «الثوار لن يخرجوا من شرق حلب وسيقاوموا الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم». وأضاف «هذه أرضنا وأرض أجدادنا ونحن باقون فيها وسندافع عنها» مؤكداً أن «الثورة مستمرة حتى نفوز بحريتنا وكرامتنا وكرامة شعبنا».