شهدت جبهات مدينة حلب المحاصرة وفي محيطها، أمس، اشتباكات عنيفة جداً، إثر محاولات تقدُّم قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، بهدف السيطرة على المدينة وتهجير سكانها. وقالت شبكة شام الإخبارية داخل مدينة حلب المحاصرة، شنَّت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية صباح أمس، هجوماً جديداً على حي الشيخ سعيد، وتمكَّن الثوار من صده وتكبيد المهاجمين خسائر في العتاد والأرواح. وأفادت الشبكة بأن اشتباكات عنيفة جداً بين الطرفين أيضاً دارت أمس على جبهات أحياء الميسر والجزماتي وطريق الباب وسليمان الحلبي على خلفية محاولات تقدم قوات الأسد وميليشياته، حيث تحاول الأخيرة شن الهجمات من كافة المحاور بغية تشتيت فصائل الثوار. وعلى المحاور المحيطة في مدينة حلب، فقد دارت اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد على جبهات حي جمعية الزهراء، وقصف الثوار معاقل قوات الأسد في المنطقة بقذائف المدفعية والهاون. وعلى جبهة عزيزة جنوب مدينة حلب، تمكَّن الثوار من التصدي لمحاولة تقدم قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لها، وقتلوا وجرحوا عدداً من العناصر وأسروا اثنين. أما على جبهات شمال حلب، فقد استهدف الثوار معاقل قوات الأسد على جبهة بلدة الطامورة وفي بلدتي نبل والزهراء بقذائف الهاون والمدفعية وحققوا إصابات مباشرة، ودمَّروا سيارة زيل محملة بالجنوب على جبهة منيان بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع. واستأنفت طائرات الأسد وروسيا أمس حملة القصف الجوي الهمجي، إذ شنَّت غاراتها الجوية على أحياء مدينة حلب المحاصرة، وذلك بعد غيابها عن الأجواء ليومين بسبب حالة الطقس الغائمة، حيث ارتكبت مجزرة مروِّعة في حي الشعار راح ضحيتها 6 شهداء وعديد من الجرحى في صفوف المدنيين. جونسون: يجب طي صفحة الأسد فهو المسؤول عن المجازر في سوريا من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن بشار الأسد مسؤول عن مقتل معظم ضحايا المجازر المرتكبة في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، وأضاف «نعتقد أن الملايين في سوريا لن يقبلوا أن يُحكَموا من قِبل الأسد مرة أخرى». وأضاف جونسون في كلمة له، الجمعة، بمركز أبحاث «تشاتام هاوس» (المعهد الملكي للشؤون الدولية)، حول الدور المتوقع لبشار الأسد في مستقبل سوريا: «بعد 5 سنوات من المجازر، بشار الأسد هو المسؤول عن مقتل معظم ضحايا العنف، الذين ناهزت أعدادهم ال 400 ألف إنسان. ونعتقد أن الملايين في سوريا لن تقبل أن تُحكَم من قِبل الأسد مرة أخرى، ويجب إيجاد طريقة جديدة للمضي قدماً نحو الأمام، ويجب طي صفحة الأسد». وقال جونسون «إن مستقبل سوريا يجب أن يكون في ظل دولة موحدة، وأنا لا أرى أن ذلك يمكن أن يكون في ظل وجود الأسد». وحول روسيا، شدَّد جونسون على أن المملكة المتحدة «ستواصل انتهاج مواقف متشددة تجاه روسيا، ولن تتجاهل الدور الروسي في المجزرة الجارية بمدينة حلب». وأضاف: «لذلك، لا يمكننا تطبيع العلاقات مع روسيا، قلت عدّة مرات، بإمكان روسيا أن تحظى باحترام العالم من خلال وضع حد لحملة القصف في سوريا، وإقناع الأسد بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، والالتزام باتفاقية مينسك المتعلقة بأوكرانيا. وسأستمر أنا ورئيسة الوزراء تيريزا ماي، بإرسال الرسائل في هذا الصدد».