أجرى الرئيس اليمني والمبعوث الأممي محادثاتٍ أمس، في قصر المعاشيق في عدن، استمرت لساعات وشمِلَت تقديم ردٍ رسمي على «الخارطة الأممية» الأخيرة. وأعرب الرئيس، عبدربه منصور هادي، مجدَّداً عن تطلُّعه إلى سلامٍ جادّ يؤسس لمستقبلٍ آمن ولا يحمل في طيَّاته بذور حربٍ قادمة، منتقداً استفزازات الانقلابيين، وآخرها تشكيل ما اعتبروه حكومة. وبُعيدَ اللقاء؛ صرَّح المبعوث، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قائلاً «لمست شخصياً من الرئيس كثيراً من الإيجابية»، داعياً إلى «العودة مرة أخرى إلى طاولة النقاش والحل السلمي». وذكر مسؤولٌ حكومي أن ولد الشيخ أحمد انتقل فور وصوله إلى العاصمة اليمنية المؤقتة قادماً من الرياض؛ إلى قصر المعاشيق؛ حيث تقيم الرئاسة وأعضاء الحكومة الشرعية. وأوضح المسؤول «أجرى الجانبان محادثات استمرت لساعات قبل أن يغادر المبعوث». وخلال المحادثات؛ ذكَّر الرئيسُ المبعوثَ الأممي بذهاب الحكومة إلى محطات السلام المختلفة بنيَّةٍ صادقةٍ «لكنها جوبهت مع الأسف بتعنت وصلف واستكبار من قِبَل الانقلابيين الذين لا يعيرون اهتماماً للدماء اليمنية التي يسفكونها». وبحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الموالية للشرعية «سبأ»؛ دعا هادي المجتمع الدولي إلى وضع حدٍ لغطرسة وهمجية ميليشيات عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وسلَّم هادي ولد الشيخ أحمد رسالةً تضمنت رد الحكومة على خارطة الطريق المقدَّمة منه وتفنيدها لها «بما يهدف إلى تصحيح المسار وإنجاح مساعي السلام وفق المرجعيات المحددة». في الوقت نفسه؛ نوَّه الرئيس بجهود ولد الشيخ أحمد ومساعيه لتحقيق السلام. وتؤكد الشرعية وجوب التزام أي حل سياسي بمرجعياتٍ ثلاث، هي المبادرة الخليجية (2011) ومخرجات الحوار الوطني في صنعاء (قبل الانقلاب) وقرارات الأممالمتحدة خصوصاً القرار 2216/ 2015. بدوره؛ قال المبعوث بعد اللقاء «فلنعد مرة أخرى إلى طاولة النقاش والحل السلمي»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس». فيما نقلت عنه «سبأ» قوله «المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأممالمتحدة والدول ال 18 (رعاة التسوية السياسية) يجدِّدون تأكيدهم على أن الشرعية في اليمن هي شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر» المنبثقة عنها. وكتبت «سبأ» أن ولد الشيخ أحمد وصف اللقاء بالإيجابي وأفاد بمناقشة الحل السلمي وآفاق السلام المتاحة. كما أكد «التزام المجتمع الدولي بتحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات المحددة المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن»، مشيداً بجهود الرئيس هادي نحو السلام خلال المشاورات السابقة في سويسرا والكويت. وكان المبعوث ندد، في بيانٍ أمس الأول، بإعلان الحوثيين وحلفائهم الإثنين الماضي تشكيل حكومة في صنعاء، واعتبر ذلك خطوة في الاتجاه المعاكس لمسار السلام. ووصل الرئيس هادي إلى عدن السبت الماضي. واتهم الرئيس، الثلاثاء، الانقلابيين بتقويض أي فرصة للسلام من خلال تشكيل ما يسمى حكومة في صنعاء التي يحتلونها منذ نحو عامين. وتقول الأممالمتحدة إنها تحاول التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار وتشكيل حكومة «وحدة وطنية» تضم كل أطراف النزاع. إلى ذلك؛ عقد هادي، أمس في عدن، اجتماعاً استثنائياً للحكومة الشرعية بحضور رئيس الوزراء ابن دغر. و»تناول الاجتماع جملةً من القضايا والمواضيع المتصلة بحياة المواطن اليومية على مستوى المعيشة والخدمات والتنمية» فضلاً عن «سير الأعمال الميدانية في مواجهة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على أكثر من جبهة»، بحسب ما أوردت «سبأ». وشدد هادي على «ضرورة تلاحم الجهود لمواصلة الانتصار للوطن ودحر الانقلابيين من كل موقع وبصورة رئيسة من تعز». ميدانياً؛ أعلنت «مقاومة صنعاء» مقتل 6 من المسلحين الانقلابيين إثر مواجهاتٍ عنيفة خاضتها قوات الشرعية أمس في مديرية نهم شرقي العاصمة. وأفاد الناطق باسم المقاومة، عبدالله الشندقي، بشن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوماً صباح الخميس على منطقة يام في نهم، ما مكَّنهما من دحر الميليشيات وتحرير جبل بابين والتباب المحيطة به. وأشار الشندقي إلى استعادة الجيش الوطني مجموعة من الأسلحة من المواقع المحررة، بما في ذلك رشاشات وقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة.