استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن أمس مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وسلمه رد الحكومة الرسمي الرافض لخريطة السلام الأممية، وتزامن ذلك مع تحقيق قوات الجيش الوطني تقدماً جديداً في جبهة نهم شمال شرقي صنعاء تضمن السيطرة على جبل استراتيجي والاستيلاء على كميات من الأسلحة والذخائر. وعبر ولد الشيخ عن سروره بلقاء هادي. وأكد أن رؤية الأممالمتحدة والمجتمع الدولي هي أن الشرعية في اليمن تتمثل بالرئيس هادي وحكومته، ولن يكون هناك حل إلا بمشاركة الشرعية اليمنية. وأفادت مصادر رسمية بأن هادي استقبل ولد الشيخ بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر «في إطار مساعي المبعوث لبحث فرص السلام وآفاقها الممكنة، وأضافت أن هادي جدد حرصه التام على السلام وتطلعه إلى سلام جاد لا يحمل في طياته بذور حرب مقبلة، وبما يؤسس لمستقبل آمن لليمن وأجياله المقبلة. واتهم الرئيس اليمني ميليشيات الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي صالح ب «التعنت والصلف والاستكبار»، وقال إن أعمالهم وخطواتهم الاستفزازية تتعارض مع جهود ومساعي السلام وتعبر عن سلوك الميليشيات والعصابات والتي يجب أن يقف أمامها المجتمع الدولي بجدية لوضع حد لغطرستها وهمجيتها. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن هادي «سلم المبعوث الأممي رسالة تضمنت رد الحكومة وتفنيدها خريطة الطريق المقدمة من المبعوث بما يهدف إلى تصحيح المسار وإنجاح مساعي السلام وفقاً للمرجعيات المحددة». وكرر ولد الشيخ حرص المجتمع الدولي على تحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة ومنها القرار 2216. كما لفت إلى البيان الذي أصدره يوم أمس والذي ندد بالخطوة التي اتخذها الانقلابيون عبر تشكيل حكومة تعد في الاتجاه المعاكس لمسار السلام، وهي خطوة استنكرها المجتمع الدولي. وكان الرئيس هادي وحكومته أكدوا رفضهم خريطة ولد الشيخ التي اعتبروها «مكافأة للانقلابيين»، وبخاصة أنها تقترح تقليص صلاحيات الرئيس وإقالة نائبه الحالي وتعيين نائب توافقي يتولى قيادة العملية الانتقالية ويشرف على تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم الحوثيين وحزب صالح. على صعيد متصل عقد هادي اجتماعاً للحكومة برئاسته، وأفادت وكالة «سبأ» بأنه «أشار إلى جملة من القضايا والملفات العاجلة التي تحتاج إلى الوقوف سريعاً أمامها وفي مقدمتها البدء العاجل بصرف مرتبات الموظفين». ميدانياً، شنت القوات الحكومية هجوماً جديداً على قوات المتمردين في جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن المواجهات أسفرت عن مقتل ستة من عناصر الميليشيات وعدد من الجرحى مقابل سقوط جريحين من أفراد الجيش، كما أدت إلى استيلاء القوات الحكومية على أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة. وقال المتحدث باسم مقاومة صنعاء عبدالله الشندقي إن أفراد الجيش والمقاومة شنوا هجوماً صباح أمس، على منطقة يام في نهم، وتمكنوا من دحر الميليشيات، وتحرير جبل بابين والتباب المحيطة به. وأوضح أن الجيش استعاد مجموعة من الأسلحة من المواقع المحررة، بينها رشاشات وقذائف صاروخية، وأسلحة خفيفة.