في محاولة لمَنطَقَة الهلع والخوف الذي لحق بمعظم منسوبات وزارة التعليم في مختلف إدارات التعليم على مستوى المشرفات والمعلمات من صدور مزيد من القرارات الجديدة حول الراتب، حدا بهن لتقديم تقاعدهن المبكر هرباً من الإرباك الاقتصادي لأسرهن ذوات الدخل المحدود التي جدولت احتياجاتها ومصروفاتها على ذلك الراتب البائس لما لا يقل عن 5 سنوات في المستقبل وهذا هو السقف لمنحها السلف والقروض كما تثبت كشوف البنوك والشركات في الغالب فما علاقة المسارعة للتقاعد به؟! أليس كان من الأولى أن تحرص الموظفة المنتمية لوزارة التعليم على التشبث بمقعدها الوظيفي درءا وأمانا من غيلة الاحتياج!؟ إن الإشاعات التي انتشرت حول تغيير نظام التقاعد جعلهن يهلعن ويسارعن للإدارات لطلبه، الذي لم يكن في حسبانهن لولا الخوف أن تساهم القرارات الجديدة بشأنه في تدهور أحوالهن الاقتصادية، وأنا هنا لا أريد أن أصف الحال الذي كن عليه إلا أنه مزرٍ فهذه تبكي وهذه تغضب مع أن التقاعد يخضع لنظام ولا داعي للخوف من عدم حصوله، هذا وبعد أن طأطأنا رؤوسنا حتى تمر أعاصير الإشاعات بلا ضرر تبين منطقيا ما يأتي: * نقص ال 30% من المعلمين والمشرفين غيروارد فهي في أصل الراتب وليست بدلا مستقلا. * إن كان الخوف من تعديلات في سلم المعلمين ليصبح كما سلم الموظفين فسيكون على مرتبه و درجته وهذا أفضل لمن وقف راتبهن عند السلم درجة فهنا يوجد مجال أن يرتقي للمرتبة والدرجة التي تليه. * إلغاء نظام الراتب التقاعدي واستبداله بالشيك الذهبي أو تصفية الحقوق فرصة ذهبية أن يحيي البعض شغفه النائم ويحقق حلمه. وهنا لا يسعنا إلا أن نقول إننا كلنا بشر تفعل فينا الإشاعة مفعول المعول ويعمل فينا التفاؤل مفعول السحر، فما أجمل التريث والتمعن والتعقل حتى لا نقع فريسة الشعور بالقهر والغبن أو نصبح «إمعة» نتخذ قرارات قد نندم عليها فيما بعد، فلنتريث فبعض الأمور ظاهرها عذاب وباطنها نعيم!