تواصل طائرات الأسد وروسيا غاراتها الجوية على أحياء مدينة حلب بكل أنواع الأسلحة خلفت 56 شهيداً وعشرات الجرحى بينما لايزال عديد تحت الأنقاض، حسبما أكدت شبكة شام الإخبارية وناشطون. وقال ناشطون إن الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة واصلت عمليات القصف بشكل عنيف على أحباء المدينة، واستهدفت بمئات القذائف وعشرات الغارات الجوية بصواريخ شديدة الانفجار، أوقعت عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى المدنيين. وأوضحت الشبكة أنه وقعت مجزرة في حي الأنصاري راح ضحيتها 11 شهيداً، ومجزرة ثانية في بستان الباشا راح ضحيتها 10 شهداء، والمجزرة الثالثة في حي قاضي عسكر، حيث راح ضحيتها 8 شهداء، وسجل 5 شهداء في كل من حيي الساحة الملح وجسر الحج، كما سقط 4 شهداء في كل من حيي الهلك والجلوم، و3 شهداء في حي سيف الدولة، وشهيدان في كل من حيي الفردوس والشعار، وشهيد في كل من حيي الزبدية وضيعة الأنصاري، وعديد من الجرحى باقي الأحياء المستهدفة، حيث قال الدفاع المدني في حلب إن المدينة تعرضت لعشرات الغارات الجوية من الطائرات الحربية والمروحية بالصواريخ العنقودية و الارتجاجية والفراغية والبراميل المتفجرة التي تحتوي غاز الكلور السام ومئات القذائف المدفعية والصاروخية والتي خلفت دماراً كبيراً جداً، كما أغارت الطائرات أيضاً على مدن وبلدات الريف وخاصة الغربية والشمالية والتي أدت لسقوط أكثر من 10 شهداء بالإضافة إلى عشرات الجرحى بينهم حالات خطيرة. وشهدت مدينة حلب خلال الأيام القليلة الماضية هجمة جوية عنيفة من قبل الطيران الحربي والمروحي والمدفعية الثقيلة، في محاولة لقوات الأسد وحلفائها الضغط على المدنيين أكثر وإجبارهم على قبول الخروج من الأحياء المحررة عبر الممرات التي جهزتها. وأعلنت مديرية صحة حلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة عن توقف جميع المستشفيات في المدينة المحاصرة عن العمل بسبب القصف الجوي العنيف والممنهج من قبل نظام الأسد وطائرات روسيا خلال الساعات ال 72 الماضية. وأوضحت المديرية في بيان لها أن نظام الأسد وروسيا استخدما الأسلحة المحرمة دولياً وترسانتهما العسكرية في قصف المدنيين، وتعمداً استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية للحيلولة دون تلقي المدنيين من نساء وأطفال ومسنين المعالجة الطبية اللازمة. وذكر ناشطون أنه مع بدء الهجمة العسكرية الأخيرة من قبل نظام الأسد وروسيا خرجت 10 مشافٍ ومرافق طبية عن العمل، في حين تم استهداف 13 منشأة طبية ومشفى خلال شهر تشرين أول الماضي. وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن الهجمات العسكرية أدت إلى تدمير مشفى للأطفال ومشفى أخرى خاصة بالجراحة في مدينة حلب، وتجاوز عدد المشافي المستهدفة 130 مستشفى منذ مطلع العام 2016، وكانت المنظمة دعت كلاً من نظام الأسد وروسيا إلى «وقف حمام الدم» في حلب التي تتعرض لغارات جوية كثيفة، ودعت نظام الأسد وحلفاءه إلى «وضع حد لأعمال القصف التي تستهدف المدنيين». من جهته اعتبر سفير الائتلاف الوطني لقوى في ألمانيا بسام العبدالله أن إيقاف المجازر المروِّعة التي تحدث في سوريا «مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية مشتركة للمجتمع الدولي»، معبراً عن أمله في أن يقوم الاتحاد الأوروبي بخطوات ملموسة وفقاً لموقف ألمانيا الواضح، والذي عبّر عنه أكثر من مسؤول. وأدان العبدالله أمس الجرائم البشعة التي يرتكبها نظام الأسد وروسيا ضد المدنيين في سوريا، مرحباً بتصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها فرانك شتاينماير، وقال إن «موقف ألمانيا ثابت وواضح تجاه المجازر التي ترتكب بحق شعبنا في سوريا عموماً، وفي حلب خصوصاً، بآلة حرب النظام وحليفته روسيا». وقالت ميركل الخميس إن نظام الأسد يرتكب جرائم مروعة بحق المدنيين ويجب إيقافه، وأكدت أن معظم السوريين الذين لجأوا إلى ألمانيا هربوا من إجرام الأسد وليس من إجرام داعش. في حين أدان شتاينماير بشدة ما سماه «التجاوزات العنيفة الجديدة»، وقال «كل ضحية بريئة جديدة، وكل مدرسة تُقصف، وكل مستشفى تُدمّر، لن يسفر إلا عن تعزيز منطق العنف دون الاقتراب ولو خطوة واحدة من وضع حد لهذا الجنون، أو حتى التوصل إلى حل».