كثَّف الطيران الروسي والأسد غاراته على حلب أمس، واستهدفت الغارات الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة، حيث شارفت المساعدات الإنسانية القليلة المتبقية على النفاد في ظل حصار مستمر منذ أربعة أشهر. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن الأحياء الشرقية تعرضت لقصف جوي طوال ليل الثلاثاء واشتد صباح أمس، وأن الطائرات الحربية لم تغادر أجواء المدينة، بالإضافة إلى قصف مدفعي متواصل. واستشهد 33 مدنياً، وجرح العشرات أمس، بالقصف الجوي، على أحياء المدينة المحاصرة، وقال ناشطون إن المدينة شهدت حملة تصعيد جديدة من القصف الجوي والمدفعي من مواقع قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، استهدفت الأحياء السكنية بشكل عنيف منذ ساعات الفجر الأولى، وخلفت 33 شهيداً، إضافة لعشرات الجرحى، وإمكانية تزايد أعداد الشهداء بسبب وجود حالات خطرة، واستمرار القصف. وقالت شبكة شام الإخبارية إن حصيلة القصف مجزرتان الأولى في حي الشعار راح ضحيتها 12 شهيداً والثانية في حي السكري 11 شهيد، كما سقط أيضاً 5 شهداء في حي الصاخور وشهيدان في الفردوس وشهيد في الأنصاري، واستشهد أحد عناصر الدفاع المدني في حي كرم البيك، كما سقط العشرات من الجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال جراء القصف العنيف الذي تعرضت له أحياء المدينة المحاصرة، كما شنت ذات الطائرات غاراتها الجوية على مدن وبلدات الريف الحلبي مخلفةً 3 شهداء في بلدة باتبو وعدداً من الجرحى بين المدنيين. وقالت الشبكة إن فرق الدفاع المدني والإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة في عمليات انتشال الضحايا ونقل الجرحى للمشافي الطبية بسبب القصف العنيف المتواصل من الطيران الحربي والصواريخ والمدفعية، إضافة للنقص في الآليات والمصاريف التشغيلية وانعدام الوقود، بسبب الحصار المفروض على المدينة منذ أشهر. كما قتل 20 مدينا بقصف الطائرات الحربية على بلدة باتبو بريف حلب الغربي، وفاق عدد الجرحى الثلاثون بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وأحدث القصف دمارا كبيرا جداً. وأكد ناشطون على أن الطائرات أغارت بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على البلدة، وأشاروا إلى أن حصيلة الشهداء مرشحة للارتفاع نظرا لعدد المصابين الكبير ونظرا لخطورة إصابات بعضهم. وقالت شبكة شام أن الجثث والاشلاء تملأ الشوارع، وأن القنابل المستخدمة أكثر وأشد تدميراً وتفتك بالمدينة وسكانها. وندَّدت وزارة الخارجية الأمريكية بتجدد الضربات الجوية التي يشنها النظام السوري وحليفته موسكو في المناطق المعارضة من حلب، معتبرة أن غاراتهما على أهداف مدنية تشكل انتهاكاً للقانون الدولي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو «ندين بشدة استئناف الغارات الجوية في سوريا من قِبل الروس والنظام السوري». واضافت أن «آخر هذه الهجمات استهدف خمسة مستشفيات وعيادة نقالة في سوريا. في اعتقادنا هذا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي». وبعد توقف لشهر استأنف النظام السوري الثلاثاء ضرباته الجوية على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، وذلك تزامناً مع تنفيذ طائرات روسية أولى طلعاتها فوق سوريا انطلاقاً من حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن الطائرات الروسية تستهدف مواقع للفصائل المعارضة في محافظتي إدلب وحمص. وأكدت ترودو أن المعلومات الأولى كشفت عن إصابة أهداف مدنية، فيما يخنق حصار القوات السورية بدعم روسي لمناطق شرق حلب إمدادات المساعدات. كما اتهمت موسكو «بأنها تسمح بتجويع سكان شرق حلب فيما تريد إشادة من المجتمع الدولي بوقفها الغارات الاعتباطية». وأضافت المتحدثة «حاولنا باستمرار تهدئة العنف في سوريا، وسنكون اليوم إلى طاولة التفاوض مجدداً في جنيف لبحث ذلك» في إشارة إلى محادثات متعددة الجهات لوقف إطلاق النار. وتجري إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثات مع روسيا بشأن طرق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الشرسة بسوريا. وشدَّدت المتحدثة الأمريكية على أن «الأعمال التي تقوم بها روسيا والنظام السوري غير مقبولة.