لا أعلم من تكون، ولا أين تكون، لن يشكل ذلك فرقاً، لا أعلم إن كنت تملك حلما أم لا؟ وإن كنت لا أعلم عن هذا الحلم الذي تمتلكه، أهو حلم كبير بقدر عظمتك الإنسانية؟ أم هو بدرجة الحيوان البري الذي يسبح في فلك الأكل والنوم؟ لا يهم، لا يهمني كم خاب أملك وأنت تعمل على هذا الحلم، لكن هذا الحلم الذي تحمله في عقلك، في جوفك، ذلك الذي يسكن أعماقك ويقوم بوخزك بين الحين والآخر، إنه ممكن التحقيق ولو كان أشبه بالمستحيل. إن بعضا منكم بالفعل يعلم أن الأحلام صعبة جدا حدّ الألم، فمن الصعب تغيير حياتك لأجل ذلك الحلم، سوف تتكبد كثيرا من خيبة الأمل وكثيرا من الفشل والألم. ستواجه كثيرا من العثرات. ولكن هناك لحظات صادقة تسمى الفرصة أو الحظ، أما أنا فأسميها الإيمان، الإيمان بك وبحلمك. الأوقات العصيبة سوف تأتي لكنها لم تأت لتبقى، بل لتعبر طريقها إلى فاشلين آخرين. إن العظمة ليست ذلك الشيء الصعب المنال المقتصر على فئة معينة ولا يتذوقها إلا الفريدون من بيننا؛ بل إنها شيء موجود في كل واحد منا! من المهم جداً بالنسبة لك أن تؤمن أنك أنت ذلك الشخص، معظم الناس لا يحاولون فعل ذلك بل يفضلون عيش الأغنام، ينشئون أسرة ويكسبون لقمة العيش ثم يموتون. يتوقفون عن النمو، يتوقفون عن العمل على أنفسهم، يتوقفون عن دفع أنفسهم، ثم يتذمرون. لكنهم لا يريدون أن يفعلوا أي شيء حيال وضعهم، ومعظم الناس لا يعملون على تحقيق أحلامهم، بل معظمهم لا يملك حلما بسبب الخوف. إنك تقضي كثيرا من الوقت مع أشخاص آخرين فاشلين لا يملكون أحلاما، وتقضي كثيرا من الوقت لتجعل الناس يحبونك وتنسى أن تحب نفسك وأن ترسم لنفسك حلما تعيش لأجله، تعرف الناس الآخرين أكثر من معرفتك بنفسك. إذا أردت النجاح لا تبالي بالآخرين، أخرج الخاسرين الفاشلين من حياتك وابدأ بفصل نفسك عن الناس عندها تبدأ الحصول على تميز منفرد، اكسر حاجز الخوف وتقدم لتفعل أشياء لم تفعلها من قبل. رأي شخص ما فيك لا يجب أن يغير حقيقتك، أنت من يتحكم في أشرعة سفينتك فكن قبطانها توجهها حيثما تريد أن تتجه. ولا يجب عليك خوض الحياة على أنك ضحية، بل يجب أن تخوضها كجندي واثق من نفسه في ساحة المعركة. وعلى الرغم من خيبات الأمل التي ستواجهها إلا أنه عليك أن تعرف ما في نفسك. اصرخ داخلك وقل «إنني أستطيع فعل ذلك.. حتى وإن لم ير أحد ذلك يجب أن أراها لنفسي، هذا ما أؤمن به وأنا مستعد للموت من أجله». لن تصبح ما تريد أن تكونه حتى تبدأ باستثمار نفسك وعقلك، وإذا كنت لا تقرأ الكتب فأنت لم ولن تتغير، استثمر وقتك في المطالعة والبحث. تعرف على نفسك وعلى ما تريده. وعندما تعرف ستجد نفسك قد شققت الطريق وعندها ستصبح ذلك الشخص الذي خلقت لتكون عليه. فقط خذ الخطوة الأولى وتقدم. يمكنك أن تجعل والديك ومدرستك وجامعتك وكل من حولك فخورين بك. لا تدع أحدا يسرق حلمك وراجعه كل يوم وقل لنفسك بأعلى صوتك: لم ينته بعد حتى أفوز حينها وحينها فقط. سيراك الجميع بعين مختلفة وسيصفقون لك لأنك حققت شيئا لم يستطيعوا هم تحقيقه.