ذكرت في مقال سابق تحت عنوان: (بين المعرفة والحكمة) أنه على الفرد منا أن يُفكِّر في الحاضر الذي هو فيه مخلصًا للخبرة، التي يمتلكها. فلا يقل ليس هناك شيء يحدث فليس هناك شيء أبدًا اسمه «لم يحدث شيء» لذلك عليه أن يتخلص من الشوائب. الشوائب: هي أي شيء يبقيك بعيدًا عن الشيء الوحيد المهم وهي اللحظة التي تعيشها الآن أجل هذه اللحظة وعندما تكون في داخل الآن هنا ستندهش مما يمكنك فعله. عندها ستسأل كيف فعلت هذا؟ عندما تتخلص من الشوائب لا تكن قلقًا حيال ما يحدث أو سيحدث أو ربما يحدث فقط فكر في اللحظة الراهنة وصفِّ ذهنك عندها ستكون خاليًا من العيوب. فإذا لم تبتعد عن الماضي وعن التحديق به ولم تعش حاضرك فإنك لم تتعلم شيئا بعد. فكر وتأمل من حولك اقرأ أفكارهم واعرف كيف يفكرون تأملهم من الأعلى فهم يتحدثون دون أن تتحرك شفاههم وأنت تستطيع أن تقرأ تصرفاتهم، أحيانا قد تفقد عقلك قبل أن تصل إلى أحاسيسك عندها يجب أن تكون قويا إذا أردت أن تقوم بذلك كما تحتاج أن تثق بنفسك فالحياة فيها الكثير الذي سيعرض لك لذا يجب أن تمتلك القدرة على المواجهة وعليك أن تفعل ما يجب عليك فعله لتحصل على ما تريد. واكتشف الأمور بنفسك ولا تحاول أن تعرفها من الآخرين حتى تكون الأقوى وحياتك الفضلى فكل ما تملكه هو لحظتك الحاضرة. عندما تمتلك القوة ستتعلم التأمل في كل حركة تخلَّص مما أنت مدمن عليه- خاصة اعتقادك بأن لديك معرفة كل شيء بينما في حقيقة الأمر أنت لا تعرف أنك لا تعرف شيئًا- فالقيام بذلك سيوسع إدراكك لأي شيء. ربما تكون الحالة سيئة لشخص لم يصنع الكثير لنفسه فيقول :بأن العالم تاه وكل هذه الأشياء لا تهم كونه سعيدًا بالقليل وتكون أحمق عندما تتصرف كالحمقى بأن تدع مشاعرك تتحكم فيك. ماذا تريد؟ انظر لحالك متمسك بحياة غالية تخاف أن تسقط وتبدو كأنك لم تتخل عن أي شيء لأنك لم تفقد أي شيء بعد. ما الذي مازلت متمسك به؟ متمسك بنفسك أليس كذلك؟ أنت الشخص الذي يجب أن تتركه لأنك لا تعرف ماذا تفعل ومن تكون؟ ثم ما أنت فاعل؟!. لكي تحقق ذلك اخرج من الصندوق وعليك بإدراك نفسك بأنك عديم المعرفة فبكاؤك ليس محرجًا كما تظن، لأن العواطف أمر مثل الأجواء العابرة. فالناس الذين من الصعب أن تحبهم هم عادة الناس الذين غالبا ما يحتاجون إلى الحب. فلا يوجد شيء اسمه لا شيء كما لا توجد لحظات عادية. قد تسأل نفسك ماذا تفعل فأنت لم تستطع أن تفعل الذي ولدت من أجله؟! تأكد أن لكل شيء سببًا حتى بكاؤك، والأمر عائد إليك حتى تعثر على السبب. حاول، راجع حياتك القديمة حتى تحصل على شيء يخبرك بأنه ذو قيمة لتكون لديك البصيرة التي تستحق أن تقف عندها. فالغضب، الكره، العنف، كلها من الخوف فعلًا ومن ثَمَّ قلة المال التي هي جذر لكل شر. كل ماذا له ماذا؟ كل تصرف له ثمنه وله سعادته وبإدراك الجانبين يصبح المغامر واقعيًا ومسؤولًا عن تصرفاته. فأنت أفضل من كل شخص لا يعرف الذي تعرفه أو يعيش مثلما تعيش، ولكن لن تكون الأفضل أبدًا وبنفس الطريقة لن تكون أقل من أي شخص آخر. فالعادة هي المشكلة وكل ما تحتاج فعله هو أن تكون واعيًا لكل الخيارات ومسؤولًا عن تصرفاتك. علِّم نفسك أن تستمع إلى حدسك الخاص الذي يتحدث إليك. وتذكر أن الذين من الصعب جدا محبتهم هم الذين يحتاجون أكثر للحب والمعرفة ليست كالحكمة فالحكمة هي العمل. فالموت ليس سيئًا الشيء السيئ هو أن أغلب الناس لا يعيشون على الإطلاق ويمكن أن يعيش المرء حياة كاملة بدون أن يكون مستيقظًا أي لا يعلم بما يجري حوله. استخدم السيف واقطع شريان العقل وشق من خلال ذلك الندم والمخاوف وكل شيء آخر يعيش في الماضي والمستقبل. فالحياة عبارة عن اختيار يمكنك أن تكون ضحية أو أي شيء آخر تود أن تكونه والحوادث التي تمر بك ما هي إلا تدريب. والمغامر يفعل والمغفل يتفاعل والمغامر لا يتخلى عمَّا يحب فهو يجد الحب فيما يفعل. فقط ابدأ العمل ولا تتنازل عن أحلامك فالحياة فيها أمور ثلاثة: تناقض ودعابة وتغيير. فالتناقض أن الحياة غموض فلا تضيع الوقت في معرفته، والدعابة أن تحتفظ بحس الدعابة وخاصة عن نفسك، والتغيير معرفة بأن لا شيء يظل على حاله. دخيل الله عتيق السلمي - جدة