الإسلام تكفل بالعدل بين المرأة والرجل، وفي السنوات الأخيرة كثر الصراع بين النساء والرجال على حقوق قد سلبت من المرأة، وأخذت الناشطات بالمطالبة بهذه الحقوق، فخرجت للعمل في مجالات كثيرة كانت حكرا على الرجال، وقلما نجد مكاناً للعمل إلا والمرأة شريكة للرجل فيه، وربما قد يكون لها نصيب الأسد فيه. ومع وصول المرأة لبعض ما تريد وأن تشارك الرجل في كل شيء نجد التناقض في أفعالها أحيانا، فكثيرا ما تجد النساء يتجاوزن صفوف الانتظار أمام صرافات البنوك بحجة أنها امرأة فتجد بعضهن تتقدم المجموعة الواقفة لساعات طوال، وتفعل ما تريده من أجهزة الصراف وتأخذ أدوار الآخرين الذين التزموا الصمت لأنها امرأة ولم تحترم مبدأ العدل الذي تريده من الرجل، فأين عدلها هي الآن، فهي مثل الرجل ينبغي عليها الانتظار إلى أن يأتي دورها أو تستأذن المنتظرين من أجل أن تتقدم، فهي مازالت تظن بأنها تلك الأنثى المدللة التي كان يقدمها الرجال أثناء الانتظار ويتنازل عن حقه من أجلها. وتتكرر مثل هذه المشاهد كثيرا عند مصاعد العمل أو المنازل والفنادق فتجد هذه المرأة تزاحم الرجال وتخترق المجموعات المتجمعة أمام أبواب المصاعد وتريد أن تصعد هي أولا. عزيزتي، أنتِ من أراد الحصول على كامل حقوقها، وأنتِ من أراد المساواة والأصح العدل بينها وبين الرجل، وأردت مشاركة الرجل في جميع مجالات الحياة؛ لذلك ينبغي عليك نسيان الدلال الذي كان يقدمه لك الرجل وتتجاهلي أن تتقدمي قبل أي رجل أثناء الوقوف سواء أمام صرافات البنوك أو أثناء انتظار المصاعد في المباني، فأنتِ الآن مثل الرجل ينبغي عليكِ الانتظار إلى أن يأتي دورك، ويكفي عزيزتي أن تحتجي بأنك امرأة وينبغي أن تتقدمي، فأنتِ أولا وأخيرا إنسان ينبغي أن يحترم دوره في الحياة ويأخذ حقوقه مثلما شرعها الله.