سعى مسؤولان هنديان كبيران إلى تهدئة مخاوف من صراعٍ أوسع بين بلدهما وباكستان المسلحتين نوويّاً، إذ أفادا برغبة نيودلهي في احتواء التوتر مع إسلام آباد. وذكر أحد المسؤولَين وهما عضوان في حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أن نيودلهي ما زالت تركز على النمو الاقتصادي السريع وإن أي صراعٍ سيجعلها تحيد عن هذا الطريق. وأقرَّ هذا المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه لأن العلاقات مع باكستان ما زالت متأزمة، بأن «الحرب ليست في مصلحتنا في هذه المرحلة». وتابع بقوله «نريد بناء قوة وطنية شاملة اقتصاديّاً وعسكريّاً ودبلوماسيّاً، نحتاج وقتاً، لكن إذا بقينا على هذا الدرب فإن فارق القوة مع باكستان سيصبح كبيراً جدّاً بحلول عام 2025 لدرجة أنك لن تضطر إلى خوض حرب». وسببُ التوتر الأخير بين البلدين إعلان الهند عن ضربةٍ نفذتها في ال 29 من سبتمبر داخل الشطر الذي تسيطر عليه باكستان في إقليم كشمير. وعدلت حكومة مودي عن السياسة العسكرية التقليدية في الهند القائمة على ضبط النفس، فأعلنت إرسالها قوات خاصة عبر الحدود المسلحة في كشمير قتلت عدداً من «المتطرفين» ردّاً على هجومٍ استهدف قاعدةً للجيش الهندي. ونفت باكستان أي صلةٍ لها بالهجوم على القاعدة، ونفت أيضاً حدوث ضربة هندية عبر خط المراقبة، متعهدةً بالتصدى لأي عملٍ عدائي من جانب جارتها. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، نفيس زكريا، أن نيودلهي تحاول صرف الانتباه عن قمع احتجاجات عنيفة حدثت هذا الصيف ضد الحكم الهندي في الشطر الخاضع لها في إقليم كشمير الذي تقطنه أغلبية مسلمة. وذكر زكريا في إفادة صحفية أمس «نفت باكستان بالفعل الادعاءات التي لم يكن لها أساس من الصحة بشن ضربات دقيقة. وكما أكدنا من قبل تتوق الهند لصرف انتباه المجتمع الدولي عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان». وقُتِلَ أكثر من 80 مدنيّاً وأصيب آلاف في أسوأ اضطراباتٍ في كشمير منذ 6 سنوات. وقُتِلَ ضابط شرطة على الأقل وأصيب أكثر من 5 آلاف من أفراد الأمن. وبعد وقت قصير من الهجوم على القاعدة الهندية الذي أسفر عن مقتل 19 جنديّاً؛ ذكر مسؤولون في نيودلهي أن الحكومة ستتحلى بضبط النفس تجاه باكستان. وأثار الإعلان بعد ذلك عن ضربةٍ عبر الحدود مخاوف جديدة من تصاعد التوتر بين البلدين. لكن المسؤول الهندي الثاني وصف المخاوف ب «مُبالَغ فيها». وقال «لا يوجد قلق، طويت الصفحة» في إشارةٍ إلى الهجوم الذي تقول بلاده إنها شنته. وأضاف «المسألة ليست هي ما ستقرره الهند بل ما إذا كانت باكستان ستتصرف على أساس من العقلانية». وأفاد المسؤول الهندي الأول بأن الحكومة سترد على العمليات الإرهابية عبر الحدود بقوة أكبر مما دأبت عليه الحكومات الهندية السابقة.