قال قادة مصر واليونان وقبرص أمس، إنهم ناقشوا سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وأهمية تنسيق الجهود فيما بين بلادهم لوقف تدفق المهاجرين. جاء ذلك عقب انتهاء مباحثات قمة جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس في القاهرة وهي القمة الرابعة من نوعها منذ نوفمبر 2014. وشهدت أوروبا تدفق نحو 1.3 مليون مهاجر ولاجئ انطلقوا من دول مختلفة عام 2015 أغلبهم فروا من الحروب وشظف العيش والاضطهاد السياسي في الشرق الأوسط وإفريقيا. وقال السيسي في كلمة ألقاها عقب المحادثات «اتفقنا على الأولوية التي تحتلها حالياً قضية الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين». وأضاف أن رؤية مصر تجاه هذه الأزمة تقوم على أهمية التعامل معها «في إطار منهج شامل ومتوازن لا يركز فقط على البعد الأمني وترحيل المهاجرين غير الشرعيين وإنما يركز على قضايا تنظيم الهجرة الشرعية كالهجرة الموسمية وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات إلى جانب دعم التنمية في دول المصدر والعبور». ونقل التلفزيون المصري عن اناستاسيادس قوله إن بلاده اتفقت مع مصر واليونان على ضرورة التنسيق لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وأثرت أزمة المهاجرين غير الشرعيين بشدة على اليونان التي تعاني من الكساد، حيث استقبلت شواطئها نحو 80 % من المهاجرين الذين وصلوا أوروبا العام الماضي نظراً لقربها من تركيا. ونقل التلفزيون المصري عن تسيبراس رئيس وزراء اليونان قوله «اتفقنا اليوم على ضرورة وضع استراتيجية إقليمية لمواجهة تدفقات المهاجرين يتم من خلالها مواجهة نقاط عبور المهاجرين في مناطق مختلفة من البحر المتوسط إلى أوروبا وإيجاد إطار للوصول بشكل شرعي». وفي ظل تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا التي تعد نقطة انطلاق رئيسة للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا وتحديداً سواحل إيطاليا تزايد استخدام عصابات تهريب البشر للشواطئ المصرية لتكون نقطة انطلاق رحلات إلى إيطاليا أو اليونان. والرحلة من مصر طويلة لكن المهربين يعتمدون أساساً على أن المهاجرين سيتم إنقاذهم عند الوصول إلى الممرات الملاحية الدولية. والشهر الماضي انتشل خفر السواحل المصري 202 جثة لمهاجرين غير شرعيين غرق قاربهم قبالة سواحل محافظ البحيرة بشمال مصر وأنقذ 169 شخصا آخرين. وغرق نحو 320 مهاجراً قبالة جزيرة كريت اليونانية في يونيو وقال ناجون من الحادث إن قاربهم أبحر من مصر. والشهر الماضي قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الاتحاد الأوروبي بحاجة للتوصل لاتفاقات بشأن المهاجرين مع مصر وتونس على غرار الاتفاق الذي أبرمه بالفعل مع تركيا. وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقاً مع تركيا في مارس ينص على أن تكبح أنقرة تدفق المهاجرين بشكل غير مشروع إلى أوروبا مقابل الحصول على مساعدات مالية وتعهد بمنح الأتراك حق دخول الاتحاد بدون تأشيرات سفر. على جانب آخر أعلن الزعماء الثلاثة اتفاقهم على تعزيز التعاون الاقتصادي بين بلادهم. وقال السيسي «تطرقت مباحثاتنا إلى سبل الإسراع في تنفيذ المشاريع المشتركة في عدد من المجالات منها تعظيم الاستفادة من موارد الطاقة وتنميتها، وتفعيل الربط بين موانئ دولنا». وقال تسيبراس «تحدثنا اليوم عن ضرورة تعميق التعاون فيما بيننا ونقل الغاز الطبيعي من حقول في مصر وقبرص إلى أوروبا، وأيضا تحدثنا عن ترسيم المناطق الاقتصادية فيما بيننا».