شن مقاتلو حركة طالبان هجوماً منسقاً على مدينة قندوز في شمال أفغانستان الليلة الماضية فهاجموها من أربعة اتجاهات ودخلوا مناطق حضرية مما ينذر بتكرار عملية أسفرت عن سيطرتهم على المدينة قبل عام بالضبط. وقال شير علي كماوال وهو قائد كبير في الشرطة في قندوز إن الهجوم بدأ منتصف ليل الأحد وإن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المدينة وحولها. وتحصن بعض مقاتلي طالبان في منازل سكان قندوز. وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية فوق المدينة وتسنى سماع دوي إطلاق نار في قندوز حيث قاتلت القوات الأفغانية بدعم من ضربات جوية وقوات خاصة أمريكية قبل عام بالتحديد لطرد المتشددين الذين رفعوا راية طالبان في وسط المدينة. وقال محفوظ الله أكبري المتحدث باسم الشرطة إن قوات الأمن تجهز عملية لطرد المقاتلين الذين تمركزوا في منطقة خاك كاني بجنوب غرب المدينة. وأضاف «طالبان بداخل بعض منازل المدنيين وعلينا تنفيذ العمليات بحرص شديد». وأفاد بيان لوزارة الداخلية بأن تعزيزات أرسلت إلى المدينة. ويسلط هجوم أمس الذي وقع قبل يوم واحد من بدء مؤتمر كبير للمانحين في بروكسل الضوء على الوضع الأمني الخطير في أفغانستان؛ حيث تقول تقديرات إن القوات الحكومية لا تسيطر إلا على ثلثي البلاد. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان على حسابه الرسمي على تويتر «بدأت عملية ضخمة في عاصمة قندوز من أربعة اتجاهات في ساعة مبكرة من هذا الصباح». وأضاف أنه تم الاستيلاء على منطقة نو آباد وأربع نقاط تفتيش وقتل عدد من الجنود. ولم يتسنّ التحقق من صحة هذا الادعاء على الفور. وشاهد مراسل ما لا يقل عن خمسة مقاتلين من طالبان مسلحين ببنادق كلاشنيكوف وأسلحة آلية وقذائف صاروخية في المدينة. ورأى مقاتلين يدخلون منازل ويتمركزون على الأسطح. ويأتي الهجوم في الوقت الذي صعّد فيه مقاتلو طالبان عملياتهم في مناطق مختلفة من أفغانستان بما في ذلك إقليم هلمند الاستراتيجي الجنوبي حيث يهددون عاصمته لشكركاه. وقال مسؤولون إن مقاتلي طالبان الذين يتمركزون الآن على الناحية الأخرى من نهر هلمند أمام وسط مدينة لشكركاه سيطروا أمس أيضاً على منطقة ناوا إلى الجنوب من المدينة فتسببوا في سقوط ضحايا وقتلوا قائد الشرطة المحلية. واستمر القتال العنيف أيضاً على طول الطريق السريع المؤدي إلى ترين كوت عاصمة إقليم أرزكان إلى الجنوب، فيما أثار هجوم لطالبان في الثامن من سبتمبر مخاوف من سقوط آخر مثلما حدث مع قندوز العام الماضي. ووجه سقوط قندوز العام الماضي إحدى أقوى الضربات للحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب منذ انسحاب القوات الدولية في نهاية 2014. وتنطلق اليوم في بروكسل أعمال مؤتمر للشركاء الدوليين لأفغانستان ويستمر يومين حيث من المتوقع أن تتم الموافقة على تمويل الحكومة بمليارات الدولارات على مدى الأعوام الأربعة المقبلة. من جهة أخرى، قال مسؤولون إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 35 آخرون أمس عندما انفجرت عبوة ناسفة في سوق مزدحمة في إقليم بشمال أفغانستان على الحدود مع تركمانستان. وانفجرت العبوة التي كانت مخبأة في دراجة لدى احتشاد مزارعين في حي دار زاب في إقليم جوزجان في يوم إقامة السوق في المنطقة لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. وقال رضا غافوري وهو متحدث باسم حاكم الإقليم «يأتي الناس عادة من قرى مجاورة يوم الإثنين للتسوق في المدينة». وأضاف «وضع أعداء الشعب في أفغانستان عبوة ناسفة بدائية الصنع على دراجة واستهدفوا مواطنينا الأبرياء الذين كانوا هناك يبتاعون احتياجاتهم».