حذر نائب حاكم إقليم هلمند محمد جان رسوليار اليوم (الأحد) من احتمال سقوط الإقليم الجنوبي المضطرب في أفغانستان بيد حركة "طالبان" بعد شهور من القتال العنيف ومقتل 90 من قوات الأمن خلال اليومين المنصرمين. وأضاف "إذا لم يتخذ الرئيس أشرف عبد الغني إجراءات عاجلة، فإن الإقليم قد يسقط". وكتب على صفحته على "فايسبوك": "فخامتك.. هلمند على الحافة وضروري جداً أن تحضر". وتابع رسوليار "لا نزود قواتنا بالطعام والذخيرة في الوقت المناسب ولا نعمل على إجلاء مصابينا أو جنودنا الشهداء من ساحة المعركة وتراقب القوات الأجنبية الوضع من قواعدها ولا تقدم الدعم". وأضاف أنه منذ يوم الخميس سقط 90 قتيلاً بالقرب من تقاطع جيريشك على الطريق السريع الرقم 1 قرب العاصمة الإقليمية لشكركاه، وفي منطقة سانجين إلى الشمال وهو مستوى من الخسائر أصبح "قضية يومية". وتابع أن سانجين على شفا الانهيار وسقط فيها 44 قتيلاً أثناء الليل. ويرسم هذا النداء النادر الصادر عن مسؤول كبير، صورة شبيهة بالوضع الذي أدى إلى سقوط مدينة قندوز الشمالية في أواخر أيلول (سبتمبر)، عندما سيطر مقاتلو حركة "طالبان" على المدينة أياماً عدة قبل أن تستردها قوات الحكومة. وإذا سقط إقليم هلمند، فسيوجه ذلك ضربة لمزاعم الحكومة بأن قوات الأمن الأفغانية تسيطر على التمرد على رغم الانتكاسات مثل سقوط قندوز. وتقاتل قوات الأمن الأفغانية بمفردها بشكل كبير منذ أن أنهت القوات الدولية عملياتها القتالية العام الماضي. ولم يعلق المتحدث بإسم الجيش محمد رسول زازاي على ما كتبه رسوليار على "فايسبوك"، لكنه قال إن "هلمند لن تنهار أبداً"، في حين قال قائد الشرطة عبد الرحمن سارجانغ "لدينا قوات قوية في هلمند وفي بعض الأماكن نترك مناطق لأسباب تكتيكية ولكن كل القوات تعمل معاً بشكل جيد، وقريباً جداً سترد تقاريرعن إنجازات كبيرة". وخلال الأشهر الستة المنصرمة شهد إقليم هلمند معارك بين مقاتلين وقوات الأمن التي كانت تشكو من تخلي الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة عنها. ونشرت حركة "طالبان" بيانات على مواقعها على الإنترنت تتناول تفاصيل الهجمات على نقاط تفتيش وعمليات أخرى، بينها هجوم انتحاري استهدف قائد شرطة جيريشك. ونتيجة لضعف وحدات الجيش والشرطة بشكل كبير، بسبب فرار جنود أو نقص الإمدادات سيطرت "طالبان" على منطقتي قلعة موسى وناو زاد في شمال الإقليم وتهدد لشكركاه. يُذكر ان إقليم هلمند يُعتبر مركزاً لإنتاج الأفيون ومعقلاً لحركة "طالبان" وسبق للقوات البريطانية والأميركية أن كافحت لسنوات بغية السيطرة عليه.