قبل نصف عام تقريبا كتبت عن الحالة الشعورية ومستوى الإدراك لدى المجتمع السعودي، مستخدما في ذلك « سلّم هاوكينز « لقياس الوعي، وذلك من خلال استطلاع عام شارك فيه أكثر من 600 شخص على شبكة المعلومات تويتر، ولم أتفاجأ بالنتيجة حينها؛ حيث أظهر الاستطلاع تدني حالة الوعي عكسيا مع زيادة الشعور السلبي لدى أكثر من 70 % من المشاركين، تلك التجربة جعلتني لا شعوريا أتتبع الحالة الشعورية المجتمعية واختلافها في كل مناسبة أو حدث وطني، كان العام 1437 ه عاماً مليئاً بالأحداث المتسارعة على مستويات وفي جهات مختلفة، أمنية وسياسية واقتصادية وفكرية، ولعل أبرز مؤثرات الشعور المجتمعي في ذات العام هو ارتفاع فاتورة الخدمات «المياه مثلا» وتداعيات تلك الحالة ثم التمهيد برفع الدعم الوطني عن بعض الخدمات الحكومية الأخرى «الجوازات مثلا»، وما نتج عن قرارات الحد من الهدر المالي في موازنات المؤسسات الحكومية الأخيرة التي أجدها مناسبة ضمن حزمة التصحيح لمنظومة رؤية المملكة قبل أي اعتبارات أخرى، إلا أن تلك التغييرات الاقتصادية جميعها لم تؤثر في الحالة الشعورية العامة لدى المجتمع تأثيراً يجعلها تغيّر من مستويات الوعي، كما هو الأثر الواضح لقرار «جاستا» أو القانون الأمريكي – مقاضاة الدول الراعية للإرهاب – وبغض النظر عن غرض هذا القانون ونياته السياسية، إلا أن الحالة الشعورية المصاحبة للقرار نقلت أكثر المتابعين والمهتمين إلى درجة الغضب، وهذه الدرجة في سلّم هاوكينز هي ضمن درجات المستوى الثاني إلى جانب الشجاعة والمكابرة، ولمن تعمق في دراسة الحالات الشعورية النفسية يعلم بأن هذا المستوى مهم وخطر في ذات الوقت، فإن تم التعامل معه بأدوات التوجيه والفاعلية فسينتج عنه تحسن في مستوى الشعور العام تدريجيا نحو درجة الرضاء، وللعلم فإن هاوكينز وتويتر وجاستا جميعهم أمريكيون، وأيضا حاسوبي الشخصي الذي كتبت به هذا المقال والبريد الإلكتروني الذي أوصله إلى الشرق.