نجح مشروع «أرض الحضارات» في جبل القارة بالأحساء، في جذب السياح من الداخل والخارج، بنسبة فاقت الضعف. وأشار مهتمون بالسياحة إلى توجه الشركات السياحية الصغيرة والكبيرة في الأحساء لتنظيم رحلات وجولات سياحية داخل المحافظة، مؤكدين أن أرض الحضارات يركز على إعادة تراث وتاريخ الأحساء القديم، وعلاقتها بالحضارات القديمة، إلى جانب تنوع أركانه التي تحكي الحقب الزمنية التي توالت على الأحساء مدعمة بالمنحوتات الصخرية. ووصف أحمد الغريب «من دولة قطر»، مشروع أرض الحضارات في جبل القارة، بأنه يجمع كل ما يبحث عنه السائح من إطلاع على التراث والحضارات القديمة، والمناظر الطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى المقاهي والجلسات التراثية التي أضافت للمكان ميزات إضافية، مشيراً إلى أن انخفاض درجة الحرارة داخل مغارات جبل القارة عن درجة الحرارة خارجه تعد من أحد العوامل التي تجذب السائح. أما الباحثة التاريخية البحرينية والمهتمة بشؤون السياحة في دول الخليج جمانة العبدلي، فأكدت أن الأحساء تسير بخطى مدروسة وناجحة لتحقيق توجهها السياحي، مشيدة بمشروع أرض الحضارات الذي تميز بجمع العديد من المؤهلات السياحية التي تجذب السائح، من طبيعة وطقس وتراث وآثار ومهن حرفية، بالإضافة إلى الأجواء الشعبية التي اتسمت بها المقاهي، التي تعد سمة تجذب السائح. وتوقعت زيادة نسبة الإقبال السياحي على الأحساء خلال الفترة المقبلة، خاصة عقب انتهاء باقي المشاريع السياحية الضخمة كمشروع بحيرة الأصفر، ومشاريع ترميم القصور والقلاع التاريخية واستثمارهم سياحياً. وأوضح مسؤول التسويق والتنسيق بأحد المكاتب السياحية بالأحساء هشام العلي، أن الإقبال السياحي على الأحساء بدأ في الارتفاع بشكل جيد في السنوات الثلاث الأخيرة، مفيداً أن مشروع أرض الحضارات حصد نسبة إقبال عالية من داخل وخارج المملكة. وذكر أن مشاريع بحيرة الأصفر والقصور وغيرها، ستجعل الأحساء تتصدر الوجهات السياحية الأولى في المملكة والخليج، مشيراً إلى أن بعض الشركات السياحية الصغيرة بدأت بالفعل في تنظيم رحلات سياحية داخل الأحساء تتم تحت إشراف مرشدين سياحيين، ومدتها يومان. وأضاف أن نسبة الإقبال على جبل القارة بعد افتتاح مشروع أرض الحضارات زادت بنسبة الضعف، أي بنسبة 50% عن السابق. وأكد عبدالعزيز العيد «أحد زوار أرض الحضارات»، أن مشروع أرض الحضارات يعد متنفساً جديداً لأهالي الأحساء، ووجهة سياحية ممتازة ومتكاملة لجذب السياح من خارج المحافظة، مبيناً أن المشروع نجح في تعزيز الهوية الثقافية والتراثية للأحساء، كما أنه يوفر الخدمات السياحية الترفيهية التي تتناسب مع المكانة التاريخية والثقافية لجبل القارة، الذي يحمل عمقاً تاريخياً ثرياً.