واصلت طائرات روسيا والأسد أمس قصف أحياء حلب، وأكد ناشطون أن قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة استهدفت فجر أمس مخبزاً في حي المعادي في المدينة، خلفت شهداء وجرحى، بالتزامن مع غارات عنيفة استهدفت أحياء المدينة، واشتباكات بين الثوار وقوات الأسد على عدة محاور في حلب القديمة. وقالت شبكة شام الإخبارية إن طائرات روسيا والأسد الحربية والمروحية لم تغب عن أجواء مدينة حلب ومدن وبلدات الريف أمس وشنت عشرات الغارات الجوية بالقنابل الفراغية والفسفورية والعنقودية ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف جداً. وقال ناشطون إن قوات الأسد استهدفت بقذائف المدفعية الفرن الآلي في حي المعادي أثناء تجمع الأهالي لشراء الخبز، ما أدى لاستشهاد ستة مدنيين كحصيلة أولية، تلاه قصف من الطيران الحربي الروسي على الحي بشكل عنيف. وقال سكان إن أضراراً لحقت بمستشفيين في قصف لشرق المدينة حلب، ويقع أحد المستشفيين بالقرب من مركز توزيع الخبز بينما يقع المستشفى الآخر في حي الصاخور. وقال محمد أبو رجب وهو طبيب أشعة في المستشفى الثاني المعروف باسم مستشفى «ميم 10» إن القصف نفذ حوالي الساعة الرابعة صباحاً. وأضاف «سقط الركام على المرضى في غرفة العناية المركزة». وقال عاملون في المجال الطبي بالمستشفى ذاته إن الضربات أصابت أيضا مولدات الأكسجين والكهرباء، وإن المرضى نقلوا إلى مستشفى آخر في المنطقة. سياسياً قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت أمس إنه يعمل لطرح قرار على مجلس الأمن الدولي لفرض وقف إطلاق النار في حلب، وإن أي دولة ستعارض هذا القرار ستعد متواطئة في ارتكاب جرائم حرب. وفي كلمة أمام نواب البرلمان اتهم أيرولت سوريا المدعومة من روسيا وإيران بشن «حرب شاملة» على الشعب، وهو الأمر الذي قالت باريس إنها لن تقف ساكنة أمامه. وقال «في هذه اللحظة نقترح مناقشة قرار لفرض وقف إطلاق النار في حلب، هذا القرار سيضع الجميع أمام مسؤولياتهم، من لن يصوتوا له يخاطرون بمحاسبتهم للتواطؤ في جرائم حرب». وفي ظل رفض الدول الغربية إرسال أسلحة إلى سوريا لتغيير الميزان العسكري للقوى؛ تأمل باريس من خلال رفع القضية مباشرة إلى مجلس الأمن أن تجبر موسكو على شكل من أشكال التسوية. وقال الوزير «لن نقبل بأن تصبح حلب جارنيكا القرن الحادي والعشرين» في إشارة إلى القصف العشوائي للمدنيين في بلدة جارنيكا خلال الحرب الأهلية الإسبانية». وقال مصدر دبلوماسي فرنسي كبير إن باريس أعدت نصاً ترغب في مناقشته مع بريطانيا والولايات المتحدة قبل تقديمه للروس في أقرب وقت ممكن. وقال الدبلوماسي «الفكرة ليست الفيتو الروسي ولكن الدخول في مناقشة ملائمة معهم بشأن إنهاء العنف والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووضع آلية لفرض وقف إطلاق النار». وأضاف قائلا «إن لم ينضموا إلينا لن نشعر بتأنيب الضمير في رفع (القضية) إلى مجلس الأمن حتى لو كان ذلك يعني استخدام فيتو روسي». وتحشد فرنسا الدعم لإصدار قرار من مجلس الأمن بعدما كشف تحقيق أجرته الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن مسؤولية قوات الحكومة السورية عن هجومين بغاز سام ومسؤولية تنظيم داعش عن هجوم بخردل الكبريت.