واصلت طائرات النظام السوري قصفها للسكان المدنيين في حلب، كما تجددت الغارات والاشتباكات في الغوطة الشرقية بريف دمشق بعد منتصف ليل الثلاثاء - الاربعاء مع انتهاء اتفاق تهدئة مؤقت تم فرضه في المنطقة بموجب قرار روسي أميركي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أشار إلى «عواقب» على النظام السوري إذا لم يحترم هدنة جديدة يجري التباحث بشأنها حاليا. فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت أمس نظراءه السعودي والقطري والإماراتي والتركي إلى عقد اجتماع في باريس الاثنين المقبل لبحث الوضع في سوريا، ويمكن أن تنضم دول أخرى إلى هذا اللقاء. بينما قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول: إن فرنسا قلقة من «توقف عملية التفاوض»، في وقت بدأ فيه اجتماع للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية للبحث في الوضع في حلب، مع خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وتواصل المعارك العنيفة. في وقت من المفترض أن يكون مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعا لبحث الوضع وفق ما أعلن دبلوماسيون، حيث يقدم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان لأعضاء المجلس ال 15 عرضا للوضع في حلب التي تحاول موسكووواشنطن التوصل إلى هدنة فيها.بينما ادانت الجامعة العرية امس لتي استسهداف المدنيين في حلب، ووصفت امايجري بانه «جرائم ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم»، وطالبت المجتمع الدولي القيام بدوره من أجل حل المشكلة السورية، كما دعت مجلس الأمن الدولي إلى تثبيت الهدنة . واستهدفت 22 غارة جوية على الأقل نفذتها طائرات حربية للنظام الغوطة الشرقية في ريف دمشق وتحديدا في أطراف بلدتي شبعا ودير العصافير، وترافقت الغارات مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة في محيط دير العصافير، التي قتل فيها في نهاية الشهر الماضي 33 مدنيا، بينهم 12 طفلا، جراء القصف الجوي. وتكثفت الجهود الدبلوماسية أمس الأربعاء سعيا لإحياء اتفاق وقف القتل في سوريا مع عقد محادثات في برلين بمشاركة ألمانياوفرنساوالأممالمتحدة والمعارضة السورية، ثم اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، بعد أن أسفر القصف عن مقتل أكثر من 270 مدنيا منذ 12 يوما. وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رئيس النظام السوري من «عواقب» عدم التزامه بوقف إطلاق النار الجديد الجاري النقاش حوله بين واشنطنوموسكو، لا سيما في حلب، بينما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول هذا الموضوع بطلب من بريطانياوفرنسا، واعتبر السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت أن الوضع في حلب ملف «ذو أولوية قصوى». وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة فرنسوا دولاتر للصحفيين: إن حلب «تمثل بالنسبة لسوريا ما مثلته ساراييفو للبوسنة». وفي واشنطن، حذر كيري بأنه «في حال لم يلتزم الأسد بذلك فستكون هناك بشكل واضح عواقب يمكن أن تكون إحداها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار والعودة إلى الحرب» في سوريا. كما أشار كيري إلى «عواقب أخرى تتم مناقشتها، لكن المستقبل هو الذي سيحددها». على الصعيد الدبلوماسي أيضا، أعلنت ألمانيا عن لقاء يعقد الأربعاء في برلين بين وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الفرنسي جان مارك آيرولت وستافان دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب. ونشطت الاتصالات الدبلوماسية بعد التصعيد الأخير في حلب الذي أصيبت خلاله ستة مستشفيات على الأقل في الجهتين الشرقية والغربية للمدينة خلال الأيام الأخيرة. وطالب مجلس الأمن الدولي الثلاثاء جميع الأطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية في قرار تبناه بالإجماع. وتوقف عند الزيادة المقلقة للهجمات على العاملين الطبيين في مناطق النزاع في أنحاء العالم. وكان السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة فرنسوا ديلاتروصف حلب بأنها «مدينة شهيدة وهي مركز المقاومة»، موضحا أن المدينة «تمثل في سوريا ما مثلته ساراييفو للبوسنة»، وأضاف: «إن الرهانات هائلة» في شأن حلب، كما طلب السفير البريطاني ماثيو رايكروفت عقد الاجتماع مشيرا الى أن «حلب تحترق» وأن الأمر يتعلق بملف «ذي أولوية قصوى».