جددت القوات النظامية السورية أمس الجمعة قصفها لمناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ولا سيما في حمص حيث استخدمت وللمرة الاولى منذ اندلاع النزاع الطيران الحربي في قصف هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد، في حين عزز الجيش التركي وجوده على الحدود مع سوريا والتي استعادت هدوءها. وتأتي هذه التطورات غداة ادانة مجلس الامن الدولي القصف السوري لقرية تركية حدودية ادى الاربعاء الى سقوط خمسة قتلى مدنيين اتراك، ورد عليه البرلمان التركي بتفويض الحكومة بشن عمليات عسكرية داخل سوريا، في حين نفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وجود نية لدى بلاده بشن حرب على جارتها الجنوبية. رجل يغطي جثمان طالب قُتل في الغارة التي شنها الجيش النظامي على مدرسة في حلب.(إ.ب.أ) وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان صباح الجمعة عن تعرض حي الخالدية بحمص "لقصف هو الاعنف منذ خمسة اشهر حيث شاركت طائرة حربية لأول مرة باستهداف الحي"، تزامنا مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون وتعزيزات في محيطه. كما اوردت "الهيئة العامة للثورة السورية" ان الحي يتعرض لقصف عنيف "بقذائف الهاون والمدفعية ومن قبل الطيران الحربي (الميغ) التابع لقوات الأمن وجيش النظام، بالتزامن مع انفجارات هائلة تهز الحي وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس "يبدو ان (مجال) استخدام الطيران الحربي ليس مفتوحا، لذا يحاول النظام ان يحقق مكاسب قدر الامكان". وقال ناشط في حمص عرف عن نفسه باسم "ابو رامي" لوكالة فرانس برس عبر سكايب، ان الايام القليلة الماضية شهدت "عدة محاولات من النظام لاقتحام احياء حمص القديمة". طالب سوري يتلقى العلاج في المستشفى بحلب بعد الهجوم الجوي على مدرسته.(إ.ب.أ) وتعتبر ثالث كبرى المدن السورية معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين الذين يسيطرون على غالبية الاحياء في حمص القديمة لا سيما الخالدية وجورة الشياح، وقد شهدت هذه المدينة معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار. وفي حلب (شمال) العاصمة الاقتصادية للبلاد، يتعرض حي الصاخور شرق المدينة لقصف عنيف "بالتزامن مع اشتباكات عنيفة" قرب دوار الصاخور، بحسب المرصد. وتشهد المدينة منذ 20 تموز/يوليو الماضي قصفا واشتباكات، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن اعمال العنف المستمرة في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011. وفي ريف دمشق قصفت القوات النظامية مدينة حرستا وضاحية قدسيا، غداة مقتل 21 عنصرا على الاقل من قوات الحرس الجمهوري في تفجير واطلاق نار. وتقوم القوات النظامية بتشديد حملتها على مناطق في ريف العاصمة حيث عزز المقاتلون المعارضون وجودهم. وفي محافظة الرقة (شمال)، افاد المرصد عن اشتباكات في بلدة معدان بريف الرقة، في حين نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات في مدينة الرقة. وعاد الهدوء النسبي الى الحدود بين سورية وتركيا الجمعة لا سيما في هذه البلدة الواقعة في جنوب شرق تركيا حيث عزز الجيش التركي وجوده بحسب مراسل فرانس برس. وانتشرت دبابات وقطع مدفعية وجهت فوهاتها الى الاراضي السورية، كما جابت آليات عسكرية شوارع البلدة المقابلة لمعبر تل ابيض الحدودي، الذي يسيطر مقاتلون معارضون على الجانب السوري منه منذ منتصف ايلول/سبتمبر الماضي. واشار المراسل الى ان الكثير من سكان اكجاكالي عبروا الحدود بحرية لتزويد جيرانهم السوريين بالمياه او الاغذية بعد انقطاع المؤن عنهم بسبب المعارك الدامية بين المعارضين والقوات النظامية. وبعد مفاوضات طويلة وشاقة بين الدول الغربيةوروسيا، نجح مجلس الامن الدولي مساء الخميس في اصدار بيان يدين "باشد العبارات اطلاق القوات المسلحة السورية قذائف" على اكجاكالي، مطالبا باسم اعضائه الخمسة عشر ب"وقف مثل هذه الانتهاكات للقوانين الدولية فورا وعدم تكرارها". وسعت روسيا، الحليف الاوثق لنظام الرئيس بشار الاسد، الى التخفيف من حدة البيان رافضة تضمينه عبارة تعتبر ان القصف السوري "تهديد خطير للسلام والامن الدوليين". الى ذلك ذكرت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء الجمعة نقلا عن مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى أن روسيا وأوروبا تجريان مشاورات جديدة بشأن الأزمة السورية. وأوضح المصدر أن المشاورات قد تفضي إلى توافق بين روسيا والغرب ينهي الصراع داخل سورية أو يسرع التحول الديمقراطي مؤكدا ،أن كل الأفكار مطروحة في المشاورات بما فيها موضوع تنحي الرئيس السوري وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "قام مسؤولون روس ذوي مستوى رفيع بزيارة إلى فرنسا الأسبوع الماضي لبحث أفكار جديدة تخص الأزمة السورية"، وأضاف "هناك تغير في الموقف الروسي، وأصبحت هناك قواسم مشتركة، خاصة حول مسألة حتمية تغيير النظام في سورية". ورجح المصدر وفق المعلومات الأولية "أن يوافق الروس على مقترحات أوروبية أمريكية لها علاقة بتغيير النظام السوري، الأشخاص والمراحل والأفكار، وغالبا سيتم بحث تنحي الأسد والضمانات التي ترافق ذلك".