أتم ضيوف الرحمن حج عام 1437 ه ، وأعلنت الجهات الرسمية حصيلة أعمالها التي أدت إلى نتيجة استثنائية تحدّثت عنها وسائل الإعلام وتناقلتها الشبكات وشهد بها الحجاج أنفسهم، وتسابق رجال مؤسسات الدولة المعنيّة بالمشاركة في موسم الحج إلى التفاخر بإنجازات أجهزتهم والإشادة بأدوار المؤسسات الأخرى، ذلك لم يكن لولا مجموعة عناصر استراتيجية في مقدمتها الإعداد ثم الإعداد ثم الإعداد، إعداد الأهداف والخطط والكوادر والوسائل والمنشآت والفرضيات والاتصالات والتقنيات، كل ذلك في مساحة محددة وأيام معدودات، ليتحقق الهدفان المنشودان ل 1.862.909 حجاج، أمن الحجيج وسلامة نسكهم. إذاً فنحن أمام إنجاز محقق ونتائج يمكن قياسها في جميع الاتجاهات، هذا هو الدرس الذي يجب علينا إدراكه، لكن الدرس الأهم الذي يجب علينا مراجعته ومحاولة فهمه ذهنيّاً وتطبيقه عمليّاً هو أن كل العمليات التي تمت بدقة عالية وأن جميع المدخلات التي نتج عنها مخرجات كبيرة وصحيحة عبارة عن مقدرات وطنية فاقت التوقعات والتقديرات، لا أحد من المشاركين في هذا التتويج تمت الاستعانة به من خارج المملكة، فجميع المؤسسات هي مؤسساتنا وجميع الرجال هم رجالنا والنسوة هن نساؤنا، فإن اتفقنا على ذلك فلماذا لا نسعى إلى ذات النجاح في كل مواسمنا وفي كل مؤسساتنا وفي كل أعمالنا وفي كل مدننا. لماذا لا نثق بأنفسنا كثقتنا بها في موسم الحج، لماذا لا نستفيد من تطبيقات الحج في سائر أمورنا، هي مجموعة قيم لا قيمة لها ما لم نمارسها، كالإخلاص والإيثار والإتقان، ومجموعة مهارات لا بد منها كالتخطيط ودقة التنفيذ نحو هدف محدد، أليس الحج في اللغة يعني القصد؟! فلما لا نحج في الرياض وسائر مدننا كحجنا في مكة؟.