القبض على باكستاني يروج الشبو بالشرقية    37 بلدة جنوبية مسحها الجيش الإسرائيلي وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    الولايات المتحدة تختار الرئيس ال47    مع سباق البيت الأبيض.. من يهيمن على الكونغرس الأمريكي؟    سيناريو التعادل .. ماذا لو حصل كل مرشح على 269 صوتاً؟    "الصناعة والثروة المعدنية" تعلن فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    اليوم الحاسم.. المخاوف تهيمن على الاقتراعات الأمريكية    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة ومولدوفا تعززان التعاون الثنائي    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    12 تخصصاً عصبياً يناقشه نخبة من العلماء والمتخصصين بالخبر.. الخميس    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    تنوع تراثي    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    منظومة رقمية متطورة للقدية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض    قائد القوات المشتركة يستقبل الشيخ السديس        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحجاج في «أمان الله» ثم رعاية رجال الأمن.. وتضحياتهم
الأمير محمد بن نايف يتقدم جنوده لمهمة «شرف الدهر» ويتابع «أدق التفاصيل» لضمان سلامة ضيوف الرحمن
نشر في الرياض يوم 30 - 09 - 2014

يتقدم الأمير محمد بن نايف -وزير الداخلية- جنوده كالمعتاد لمهمة دينية ووطنية وأمنية بامتياز، وصفها البعض بأنها مهمة «شرف الدهر» حين يتشرّف الجميع بخدمة ضيوف الرحمن من كل فج عميق.
وتبرز القيادة الأمنية للأمير محمد في اهتمامه بالتفاصيل الدقيقة أثناء إعداد الخطط الاستراتيجية، والإفادة من التقنية كعنصر هام في سرعة وسهولة وتوحيد إجراءات الممارسة الأمنية على الأرض، وبعد ذلك يمنح للقيادات الأمنية صلاحية واسعة للتحرك وتنفيذ المطلوب؛ بناءً على الثقة بهم، وقدراتهم الميدانية، وخبراتهم السابقة، وهنا يكون القائد متابعاً وموجهاً وحاضراً بين جنوده لمواجهة ما يطرأ من متغيرات، أو تطورات.
أمن الحج ليس مهمة سهلة، وتحديداً حينما تكون بعد الله مصدر أمان أكثر من مليوني حاج في مساحة جغرافية صغيرة، وزمن محدد، وتنقلات سريعة بين مبيت ووقوف ونفرة، وهو أيضاً ليس سهلاً حينما تتعدد الثقافات، واللغات، والمرجعيات، والعمل على توجيه المجموع نحو تنظيم واحد، ولغة واحدة بعيداً عن رفع الشعارات، أو الافتراش، أو الازدحام.
«ندوة الثلاثاء» تناقش أمن الحج مع عدد من القيادات الأمنية.
خطط وقائية
في البداية قال اللواء "جمعان الغامدي" إن جميع التدابير اللازمة قد تم أخذها للحفاظ على أمن وراحة ضيوف الرحمن، مضيفاً أن قيادة الأمن الجنائي تعمل وفق منهجية علمية محددة، ولديها العديد من المهام والمسؤوليات لمنع الجريمة قبل وقوعها، وتحديداً الخطط الوقائية، من خلال التواجد الأمني الميداني المكثف، والدوريات والحراسات، والبحث والتحري، إلى جانب خطط معالجة الحدث، ومن ذلك سرعة ضبط الجناة بعد وقوع الجريمة وجمع الاستدلالات، إضافةً إلى توفير الأدلة والتحقيق في القضايا.
وأضاف أن الأمن الجنائي في الحج يمد يد العون والمساعدة الإنسانية لحجاج بيت الله الحرام، إلى جانب اتخاذ كافة الإجراءات المؤدية إلى إنجاز أهداف التنسيق والاتصالات بالجهات ذات العلاقة بالتنفيذ، وتهيئة القوات المشاركة، ذاكراً أن الأمن الجنائي مُكلف بمتابعة تنفيذ الخطط والقيادات المرتبطة بها كل حسب اختصاصه، ومنها قيادة الأسلحة وإبطال المتفجرات، والكشف عن الأجسام المشتبه فيها داخل المشاعر المقدسة، وكذلك قيادة التحقيقات الجنائية في القضايا الجنائية بالمشاعر، وإحالة القضايا إلى القضاة المختصين بأعمال الحج للنظر فيها شرعاً، إلى جانب استقبال كافة بلاغات الحجاج واستلامها في المشاعر المقدسة، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وفق التعليمات المنظمة لذلك، مبيناً أن إجراءات القبض والتحقيق والادعاء والحكم تتم في ساعات قليلة خلال موسم الحج، وهو ما لا يتوافر في أي مكان آخر في العالم.
وأشار إلى أن لدى الأمن العام خططا استراتيجية وقائية مانعة أكثر منها معالجة بعد وقوع الحدث، مؤكداً على أن الخطط الأمنية توسعت بشكل كبير ويتم مراجعتها كل عام، مبيناً أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -وزير الداخلية- يتابع كافة الخطط الأمنية، ويتابع عن قرب عمل القيادات بما يضمن نجاح موسم الحج، وتسهيل أداء النسك على الحجاج بما يعكس توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ببذل أقصى ما يُمكن لأمن الحجيج.
مركز القيادة والسيطرة
وأوضح اللواء "عبدالله بن حسن الزهراني" أن مركز القيادة والسيطرة يمثّل إحدى منظومات الجهاز الأمني المهمة في موسم الحج، ويقدّم خدمات أمنية وخدمية لحجاج بيت الله الحرام، مضيفاً أن المركز يعمل من خلال ما يتلقاه من بلاغات، وما يتم رصده ب"الكاميرات" الموزعة على مختلف أنحاء المشاعر المقدسة، ومن ثم التعامل معها بشكل مناسب، عبر التنسيق مع الفرق الميدانية على مدار الساعة كل بحسب اختصاصه.
وقال إن المركز يتابع تنفيذ الخطط الميدانية (العسكرية، المدنية، الحكومية، الأهلية، الخدمية) باستخدام كافة الوسائل والتقنيات المتاحة، من خلال نشر (5000) كاميرا موزعة في أماكن حيوية ومهمة، تشهد كثافة كبيرة من الحجاج، تم تركيبها في الحرم المكي وجسر الجمرات وأعالي الجبال والأنفاق، مؤكداً على أنه ستزداد عدد الكاميرات وستصل مع نهاية المشروعات إلى (10) آلاف كاميرا مستقبلاً، ذاكراً أن هناك متابعة وصيانة دورية للكاميرات على مدار الساعة دون توقف.
اللواء الغامدي: خططنا إستراتيجية وقائية مانعة أكثر منها معالجة بعد الحدث وتتعامل بحذر مع المتغيرات وحزم مع الافتراش والنشل
وأضاف أن أبرز أدوار المركز هو تنسيق جهود كافة القيادات الأمنية، واستقبال كافة المعلومات وتحليلها، مع توفير قاعدة من المعلومات والبيانات والإحصائيات الدقيقة، للإفادة منها في إعطاء التصور اللازم للقادة والمشاركين الميدانيين، إضافةً إلى دراسة كافة المعطيات وتحليلها والتنبؤ بما قد يطرأ من أحداث، إلى جانب المشاركة في إدارة الأزمات حال وقوعها، وتوجيه القيادات الميدانية بتطبيق حالات الطوارئ.
وأشار إلى أن المركز يوفر قواعد البيانات والإحصائيات الدقيقة والخرائط والمعلومات المتعلقة بأنشطة ومهام قيادات قوات أمن الحج وفروعه، وكذلك متابعة برامج وخطط الجهات الحكومية والأهلية المساندة، والتنسيق المباشر بين جميع الأجهزة لتسهيل مهمة المعالجة.
تنسيق مستمر
وعلّق اللواء "جمعان الغامدي" على دور مركز القيادة والسيطرة، موضحاً أن المركز معني بتوفير الوسيلة المساعدة التي تتعامل مع لحظية الحدث، حيث يتم التنسيق مع العاملين في المركز عن طريق الأجهزة لمراقبة موقع معين، أو حدث أو شخص أو حالة أمنية محددة، حيث يتم إشعار رجال الأمن الجنائي الميدانيين بموقع الحدث والمتابعة الميدانية له.
وقال: "استفدنا كثيراً من مراقبة مركز القيادة والسيطرة للأحداث ومتابعتها خلال الأعوام الماضية، حيث يمكن الرجوع إلى التسجيل الموجود إذا دعت الحاجة للتأكد من هوية أشخاص معينين ومتابعتهم ميدانياً"، مبيناً أنه توجد عدد من الكاميرات الخاصة بقيادة البحث والتحري، التي تعمل على مراقبة أماكن محددة ومهمة ومواقع بحاجة إلى تركيز بدقة، وهي تعمل جنباً إلى جنب مع كاميرات مركز القيادة والسيطرة، حيث يتم توزيع رجال الأمن من خلال الرؤية من مركز قيادة التحريات بكاميرات المراقبة، مشيراً إلى أن جميع مراكز الشرطة والقيادات مرتبطة بالشبكة الخاصة بمركز المعلومات الوطني، للحصول على المعلومة الفورية سواء بالادخال أو الاستعلام.
أمن الطرق
وتناول اللواء "خالد بن نشاط القحطاني" دور القوات الخاصة لأمن الطرق في موسم الحج، مبيناً أن كافة الآليات والمراكز الأمنية ومراكز الضبط الأمني مشددة على تصاريح الحج، خاصةً وأنها ستكون هذا العام الكترونية.
وقال إن القوات الخاصَّة لأمن الطرق جنَّدت كافة إمكاناتها البشرية والآلية لخدمة ضيوف الرحمن، وذلك باستخدام التقنيات الحديثة وتكثيف وجود الآليات المتطورة والكوادر البشرية المؤهلة لمواجهة الكثافة المرورية المتوقعة على الطرق المؤدّية للمشاعر المقدسة، حيث يُضاعف رجال الأمن جهودهم لتحقيق أقصى درجات السَّلامة والأمان لهم، مُشيداً بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده في رعاية حجاج بيت الله الحرام وتوفير كافة الإمكانات المادِّية والبشرية من أجل أمن وسلامة ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم لمناسك الحج.
وأضاف أنه تَمَّ وضع خطة أمنيَّة من خلال نشر الضباط والأفراد والآليات وإقامة نقاط تهدئة على الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، إضافةً إلى تعزيز الإجراءات الوقائية من أجل سلامة سالكي الطريق، مشيراً إلى أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -وزير الداخلية- تؤكد على الاهتمام بجميع الجوانب التي من شأنها تيسير أعمال الحج، وكذلك توفير كافة وسائل السَّلامة لقوافل بيت الله الحرام لتمكينهم من أداء مناسكهم بكلِّ يسر وسهولة، من خلال تلبية جميع احتياجات القوات الخاصَّة لأمن الطرق، وإيجاد آليات فاعلة للتنسيق مع الجهات المساندة لمواجهة الكثافة المرورية المتوقعة للحجاج، إلى جانب التصدي للمخالفين الذين لا يحملون تصاريح للحج عبر نقاط فرز.
مؤسسات الدولة تتكامل بحثاً عن خدمة أفضل تسهّل على الحاج أداء النسك بيسر وطمأنينه بعيداً عن ما يعكر الصفو
حملات وهمية ومتسللون
وأكد اللواء "جمعان الغامدي" على اكتمال جميع الاستعدادات والخطط الأمنية فيما يختص بأمن الحجيج، ورصد أي مخالفات قد تقع بينهم، وذلك عبر سرعة كشفها والتعامل معها، مضيفاً أنهم وفّروا قاعدة البيانات اللازمة فيما يتعلق بجميع الجرائم، وأن كل شخص ارتكب جريمة سابقة في أي موقع من المواقع التي يمر بها الحجيج فإنه تم رصدها ورصد فاعلها، وفي حال حدوث أي جريمة فإنه يمكن البحث والوصول السريع إلى الفاعل من خلال البصمة أو الصورة أو الهوية، مؤكداً على أن هناك توجيهاً وتعميداً لمديري شرط المناطق بعمل نقاط ميدانية لرصد وضبط المخالفين وحملات الحج الوهمية، مبيناً أنه تم ضبط (118) حملة وهمية في العام الماضي، وفي هذا العام تم ضبط (23) حملة، موضحاً أنه يوجد أمر صادر من جهات عليا يفيد بسجن المتورطين في الحملات الوهمية أو المخالفين للأنظمة والقوانين لمدة لا تقل عن عام، مشيراً إلى أن الطرق البرية التي يستخدمها البعض للتسلل إلى المشاعر المقدسة يتم العمل على مراقبتها من خلال القوات الأمنية، مؤكداً على أنه تم القبض على (22172) متسللاً العام الماضي، ومعاقبة (4165) من الذين حاولوا الدخول إلى مكة من دون تصريح، مؤكداً على أن نظام البصمة أثمر كثيراً في إعادة العديد من المخالفين، حيث يتم العمل به في كافة منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية.
تواجد مُكثف
واستكمل اللواء "خالد القحطاني" ما ذكره اللواء "جمعان الغامدي"، موضحاً أن هناك عقوبة مُشددة لمن يحج بدون تصريح، كما أن عقوبة الترحيل ستكون بانتظار المقيمين بعد مراجعة الجهات المختصة، مؤكداً على أنه يوجد قيادة اسمها مراكز الأمن الضبطي، وتعمل على الطرق غير المعروفة أو الطرق الترابية، ويعمل بها عدة جهات لمحاصرة مرتاديها، مُشدداً على أنهم سيبدأون الضبط هذا العام من مداخل ومخارج المدن المؤدية إلى منطقة مكة المكرمة؛ لأن كل الحافلات المفترض أن تكون مرخصة من وزارة النقل لتعمل في الحج.
قطاعات مساندة
وحول التعاون مع القطاعات المساندة العسكرية والخدمية، أكد اللواء "عبدالله الزهراني" على أن مهام الحج تتطلب العمل وفق منظومة متكاملة تسعى لخدمة ضيوف الرحمن في شتى المجالات الأمنية والصحية والتشغيلية، وكذلك وسائل النقل؛ لذا فإن مشاركة الوزارات والإدارات (المالية، الحج، البلديات، التجارة، المياه والكهرباء، الصحة، النقل، الهلال الأحمر، مؤسسات الطوافة)، وكذلك الجهات الأمنية والعسكرية (الحرس الوطني، المباحث العامة، المديرية العامة للجوازات، كلية الملك فهد الأمنية، الاستخبارات العامة، حرس الحدود، قوات الأمن الخاصة، الدفاع المدني) في مركز القيادة والسيطرة يُحقق التنسيق والتكامل اللازمين، وذلك في الأحوال المعتادة، أو عندما تطرأ ظروف تستوجب رفع مستوى العمل، مضيفاً أنه يتولى المركز التنسيق المباشر مع مؤسسات الطوافة الأهلية والتجريبية، من خلال ضباط اتصال من المركز يوجدون بصفة مستمرة في مواقع تلك المؤسسات طوال موسم الحج، والعمل سوياًّ مع وزارة الحج والمؤسسات في إنفاذ الخطط ومعالجة ما يستوجب فعله.
اللواء الغامدي: خططنا إستراتيجية وقائية مانعة أكثر منها معالجة بعد الحدث وتتعامل بحذر مع المتغيرات وحزم مع الافتراش والنشل
قيادات الأمن الجنائي
وعن دور الإدارات التي ترتبط بقيادة الأمن الجنائي ومهامها، أوضح اللواء "جمعان الغامدي" أن هناك عدداً من القيادات ترتبط بالأمن الجنائي، ومنها: (قيادة الأسلحة وإبطال المتفجرات)، ومهمتها المسح ومباشرة الكشف عن الأجسام المشتبه فيها داخل المشاعر المقدسة، وكذلك دعم شرطة العاصمة المقدسة لتوزيعهم على جميع مداخل مكة المكرمة، إضافةً إلى تفتيش السيارات والحجاج لمنع دخول الأسلحة والمتفجرات وجميع ما يعكّر صفو الحجيج.
وقال يوجد (قيادة التحقيقات الجنائية)، ومهمتها الإشراف على أعمال التحقيق في القضايا الجنائية في المشاعر، وإحالة القضايا إلى القضاة المختصين بأعمال الحج للنظر فيها شرعاً، وكذلك استقبال كافة بلاغات الحجاج، واستلام اللقطات في المشاعر المقدسة، إضافةً إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وفق التعليمات المنظمة لذلك.
وأضاف أنه يوجد (قيادة التحريات والبحث الجنائي)، ومهمتها بث العناصر في مسطح المشاعر لرصد الحالة الأمنية، والتركيز على مكافحة "النشل" في المشاعر المقدسة، ورصد كل ما يخل بالأمن، إلى جانب التحقيق مع كل من يقبض عليه من قبل فرق مكافحة "النشل" أو خلافهم، وإحالة قضاياهم إلى أصحاب الفضيلة القضاة إذا انتهى التحقيق معهم خلال مهمة الحج، إضافةً إلى مراقبة المشبوهين وأرباب السوابق، مع تقديم الدعم لمراكز الشرطة عند الحاجة إلى إجراء تحريات حول قضايا معينة، أو البحث عن المطلوبين، وكذلك الحراسة على المنشآت والدوائر الحكومية والمساجد.
وأشار إلى أنه يوجد (قيادة الضبط الإداري)، ومهمتها اتخاذ الترتيبات التنفيذية لمنع الجريمة قبل وقوعها، وتوفير دوريات راكبة ليلاً ونهاراً للمحافظة على الأمن العام، وكذلك المحافظة على أمن أنفاق السيارات والمشاة في المشاعر المقدسة، ومنع افتراش الحجاج، والمحافظة على أمن مجازر الهدي والأضاحي، إلى جانب تنظيم تحميل الأغنام والمواشي إلى الثلاجات خارج المشاعر.
دوريات سرية
وبيّن اللواء "خالد القحطاني" أن خطة هذا العام لأمن الطرق تضمنت أهمية التواجد المكثف للدوريات السرية على الطرق، وذلك لمنع أيّ تجاوزات من شأنها أن تُؤثِّر سلباً على الحركة المرورية، مؤكداً على أن جميع الضباط والأفراد يبذلون المزيد من الجهد والعطاء بما يحقِّق تطلعات القيادة الرشيدة، وذلك بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن الذين تتشرف هذه البلاد بخدمتهم.
وقال قبل موسم الحج هناك نقاط تهدئة ونقاط تفتيش على الطرق السريعة، كذلك هناك متابعة لقائدي الحافلات على الطرق، عبر التأكد أن هناك سائقين اثنين لكل حافلة، بحيث إذا أُجهد الأول يستلم المهمة الآخر، ذاكراً أنه يوجد متابعة للمحطات، عبر التأكد من مستوى الخدمات داخلها.
حوادث "النشل"
وحول حوادث "النشل" وإمكانية القضاء عليها، أكد اللواء "جمعان الغامدي" على أن النشل جريمة من جرائم الاعتداء على الحجاج لسرقة أموالهم، وهي صورة من صور السرقة واختلاس أموال الآخرين، مضيفاً أنه يستخدم السارق خفة يده ليسلب المجني عليه أمواله التي يحملها، أو حاجاته الثمينة في جيبه، أو محفظته، أو ما هو موجود بين "طيّات" ملابسه في غفلة من المجني عليه.
وقال إن من أهم الإجراءات الواجب اتباعها للحد منها هو جمع المعلومات عن جريمة النشل والنشالين قبل موسم الحج، بموجب المعلومات المتوفرة من البيانات الإحصائية، حيث يوجد رصد لكافة حالات النشل التي تم ضبطها منذُ عام 1394ه، وتم توثيق صور و"بصمات" أرباب السوابق منهم، وإدخالها في الحاسب الآلي بأرشيف قيادة التحريات والبحث الجنائي، للرجوع إلى سوابق من يقبض عليه مستقبلاً، والتنسيق مع شرطة العاصمة المقدسة وشرطة منطقة المدينة المنورة وشرطة محافظة جدة في ذلك.
اللواء الزهراني: مركز القيادة والسيطرة يتابع تحركات الحجاج من خلال (5000) كاميرا منتشرة في «المشاعر» والمسجد الحرام
وأضاف أن من أهم الإجراءات أيضاً التعرف على الأساليب الإجرامية للجناة وتوعية الحجاج بتلك الأساليب؛ لاتخاذ كافة الإجراءات الاحتياطية للمحافظة على أموالهم، وكذلك التنبؤ بوقوع النشاط الإجرامي وتزايده، والمبادرة في مواجهته مهما كان أسلوب المجرم، مؤكداً على أن لديهم القدرة -بمشيئة الله- على اكتشافه وضبطه، لافتاً إلى أن من الإجراءات أيضاً تعزيز الدوريات والنظر في توزيعها، وإعداد كمائن من دوريات التحريات بملابس مدنية وملابس الإحرام، وأخرى تنكرية في مواقع مختارة، وعلى سبيل المثال أكثر الأماكن التي تقع فيها حالات "النشل" بمشعر منى هي الجمرات، وأماكن توزيع المياه -البرادات-، و"مسجد الخيف"، وصوالين الحلاقة المجاورة للجمرات والمجازر، وكل تلك المواقع وغيرها تم انتشار منسوبي البحث بها.
وأشار إلى أن من الإجراءات بث العناصر من الجنسين في أماكن الزحام لرصد النشالين، وبالتالي القبض عليهم، وقد اتخذت وسائل متعددة فنية منها المراقبة بواسطة "الكاميرا" التليفزيونية والمثبتة في كافة المشاعر، وكذلك أساليب أخرى خاصة بالعاملين في التحريات والبحث الجنائي لا مجال لإيضاحها وشرحها، وكثيراً من الأوقات يتم ضبط المجرم بجرمه المشهود ولحظة ارتكابه لجريمته.
تلقي البلاغات
وأوضح اللواء "عبدالله الزهراني" أن مركز القيادة والسيطرة يستقبل بلاغات الحجاج على مدار الساعة على الرقم (987) وبعدة طرق منها؛ تلقي البلاغ من قبل قسم الهواتف الطالبة بالمركز، حيث يتم تدوين بيانات الحالات الأمنية والإنسانية والخدمية وتمريرها بشكل آلي عن طريق نظام حاسوبي إلى القسم المختص بمعالجة الحالة، مضيفاً أنه من الطرق أيضاً البلاغ المباشر عمّا يتم رصده من قِبل رجال الأمن في الميدان وكافة الوحدات الميدانية، كذلك من خلال رصد كافة المهام من خلال الكاميرات التلفزيونية وأنظمة قياس الحشود في منشأة جسر الجمرات، والمتابعة الجوية، مع تحليل تلك المعلومات بالمركز، ثم إحالتها للمختصين بنفس الطريقة.
التسول والافتراش
وفيما يتعلق ب"التسول" و"الافتراش" قال اللواء "جمعان الغامدي": "نعترف أنها موجودة وننتظر وعياً أكبر من الحجاج"، مضيفاً أن لديهم خططا للحد من الافتراش، وتسهيل وصول الخدمات بما لا يعيق تحركات الحجاج، مبيناً أن الأمن داخل المشاعر مستتب، ويوجد أعين ترصد وتراقب وتُبلّغ عن كل ما يدور داخل المخيمات، كما أن هناك مراكز شُرط ومخافر تعمل على مدار الساعة؛ لمعالجة أي حالات أمنية بين ضيوف الرحمن، مؤكداً على أنه لا يوجد بلد في العالم يباشر قضية أمنية ويجمع أدلتها ثم يُحقق فيها ويصدر حكماً قضائياً خلال ساعات إلاّ في موسم الحج، ذاكراً أنه بعد الرصد والمتابعة تم القضاء على العديد من الظواهر السلبية السابقة، وأصبح العمل مقنناً ومعلوماً، وكل مخالف سيتم اتخاذ الاجراء المناسب له.
نصيحة للحجاج
ووجّه اللواء "جمعان الغامدي" نصيحة للحجاج، قائلاً: آمل منهم أن يتعاونوا مع رجال الأمن في الإبلاغ عن كل ما يعكر صفو الأمن، وأن يبتعدوا عن أماكن الزحام أو حمل الأموال والأشياء الثمينة معهم حتى لا يتعرّضوا للنشل، وكذلك عدم حمل الأمتعة معهم عند رمي الجمرات، أو في المساجد؛ لأنهم سيمنعون من ذلك وسيعرضون أنفسهم والآخرين للخطر، إضافةً إلى أهمية الالتزام بمواعيد التفويج واتباع التعليمات التي تصدر من القائمين على تنفيذ خطة الحج.
نقاط التفتيش
وعن مُشكلة الازدحام في نقاط التفتيش القريبة، قال اللواء "خالد القحطاني": هي لا بد منها لمحدودية الزمان والمكان، ولكن هذا العام سيكون هناك انسيابية في الإجراءات، ففي العام الماضي لا يوجد هناك القارئ الآلي الذي يقرأ كل تفاصيل الركاب، فيختصر مدة التنفيذ من خمسين دقيقة لخمسين شخصاً إلى ثوان معدودة لذات المجموعة.
اللواء القحطاني: مراكز الأمن الضبطي حاضرة على الطرق الترابية لمنع دخول المتسللين.. و«الباركود» يضمن سلامة «التصريح»
وأضاف أن لديهم قارئات العناصر الحيوية التي تستطيع أن تطبق فيها البصمة بصورة الشخص، وتستطيع أن تتأكد أن هذا الشخص هو المراد، وهذه الأجهزة موجودة لدى كل نقاط أمن الطرق للإفادة منها في حال الحاجة، مبيناً أن خدمة قارئ "الباركود" تُمكن الجهات الرقابية من التحقق من تصاريح الحج وتحضيرها عن طريق استخدام جهاز قارئ "الباركود"، واستخدام الكاميرا، وكذلك استخدام التطبيق بالإدخال اليدوي، واستخدام البوابة الإلكترونية.
وأشار إلى أن الوحدات المتنقلة هي وحدة متكاملة تعمل مقام مكاتب قطاعات الوزارة من حيث إنهاء إجراءات المواطنين والمقيمين ومسح البصمة العشرية لهم والتقاط صورهم، إلى جانب أنها مرتبطة مباشرة بقاعدة البيانات في مركز المعلومات الوطني، مؤكداً على أنها تهدف إلى خدمة المواطنين والمقيمين ممن يتعذر حضورهم لفروع وإدارات قطاعات وزارة الداخلية المختلفة، أو في الأماكن التي لا تتوافر فيها مكاتب وفروع لهذه القطاعات، إضافةً إلى خدمة ذوي الظروف الخاصة أو المرضى أو المسنين ونحوهم، إلى جانب خدمة المواطنين والمقيمين في أماكن تجمعاتهم وعند أي وقت تستدعي الحاجة لذلك.
خارطة رقمية
وعن مشروع "الخارطة الرقمية"، قال اللواء "عبدالله الزهراني" انه يدخل ضمن التقنيات الأخرى التي أُدرجت في مشروع مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج الجديد، وسوف يتم البدء في تنفيذه بإشراف من وكالة وزارة الداخلية للتخطيط والتطوير، ومركز المشروعات التطويرية، بالتنسيق مع الأمن العام، ذاكراً أنه تم التنسيق مع مركز المعلومات الوطني على تغطية مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج بالخرائط اللازمة وشرائحها المتعددة للعاصمة المقدسة والمشاعر.
وكشف اللواء "الزهراني" عن استحداث برامج تقنية جديدة في موسم حج هذا العام، تهدف إلى الارتقاء بأداء مركز القيادة والسيطرة ضمن منظومة التكامل الأمنية مع بقية الأجهزة الأخرى العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، مضيفاً أن جميع المناطق التي يقصدها الحجاج سيتم تغطيتها بالكامل، إضافة إلى عمليات المراقبة الإلكترونية الميدانية والتحركات العامة للحجاج، مؤكداً على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اختراق أنظمة مركز المعلومات التي يستخدمها الأمن العام؛ لعدم وجودها على شبكة الإنترنت، إذ تُرسل وتُستقبل عن طريق شبكة الأمن العام.
دورات مستمرة
وعن تهيئة رجال الأمن أكد اللواء "جمعان الغامدي" على أن هناك دورات مستمرة للضباط والأفراد على رأس العمل، إلى جانب عمل كتيب خاص يتم توزيعه على المشاركين للمرة الأولى في العمل الجنائي الميداني على كيفية التعامل مع الحالات، مع تحديد المواقع التي يتم بها "النشل"، وكذلك الطرق التي يمكن أن يتم من خلالها، وكيفية مراقبتهم، والتعامل معهم وكشف أساليبهم التي يستخدمونها تفصيلياً، مؤكداً على أن الكثير من رجال الأمن المشاركين في موسم الحج سبق وأن شارك في البرامج التطبيقية والميدانية المشتملة لكافة جوانب التدريب، وكذلك دورات التخصصات الأمنية النوعية؛ البحث، التحري، الدوريات، الأعمال الشرطية كلاً حسب اختصاصه، والتي تتطلب دقة في الإعداد وسرعة ومرونة في الأداء، كما تلقوا العديد من البرامج المختلفة في التعامل مع الجمهور لما لذلك من عائد مثمر وانعكاسات مهمة على مستوى العطاء والتجديد في سبيل الرقي بمستوى العمل، مبيناً أنه يوجد في المشاعر المقدسة أكثر من (40) مركز شرطة جميعها تخدم العمل الجنائي وتقدم الخدمة لضيوف الرحمن.
توعية وإعلام
وأكّد العقيد "سامي الشويرخ" على أن قيادة التوعية والإعلام في الحج حريصة على التطوير والإفادة من تجارب كل عام، مضيفاً أن الأمن العام أعدّ خطة إعلامية توعوية تُبنى على استثمار إمكانات وسائل الإعلام المتاحة المقروءة والمرئية والمسموعة، حيث خُصص لكل وسيلة من هذه الوسائل ما يناسبه من الرسائل.
وقال إن الأمن العام أعد كذلك لوحات إرشادية وتوجيهية في محيط مكة المكرمة، وكذلك بعض الملصقات والنشرات، إضافةً إلى الإفادة من شبكات الشاشات المرئية في المشاعر ومحيط منطقة الحملات، لافتاً إلى أن الأمن العام يسعى دائماً إلى التواصل مع القنوات التلفزيونية المختلفة للإفادة منها في بث مجموعة من الرسائل المرئية التي تنبه الحجيج إلى الابتعاد عن المظاهر السلبية كالافتراش واستخدام الأرصفة وممرات المشاة، وكذلك عدم التقيد بالمسار المخصص للدخول والخروج لمنطقة الجمرات، إضافةً إلى حمل الأمتعة والأطفال وسط الزحام.
وأضاف أن للإعلام دورا مهما وبارزا في تأكيد بعض الخطط التي تم اقرارها، حيث يسعون جاهدين إلى تأكيد الشراكة الفعلية بين الأمن والإعلام، خاصةً أنه نافذة ووسيلة ينبغي التعاطي معها بهدف أن تصل الرسالة إلى المتلقي، وكذلك الارتقاء بمستوى الوعي الأمني والمروري بما يتوافق مع متطلبات وخطط الحج، إلى جانب توضيح الجهود والأعمال التي تؤديها قوات أمن الحج وإبرازها للرأي العام، وكذلك الإجابة على أي تساؤلات واستفسارات والتعامل مع الأحداث.
وأشار إلى أن هناك حاجة ماسة إلى تعريف الحاج بالأمور التنظيمية الشاملة التي يواجهها في موطن الحج، بدءاً من الاجراءات الإدارية والتعليمات المحددة لحقوق وواجبات الحاج، داعياً وسائل الإعلام إلى التعاون وبذل الجهود من أجل خدمة الحجيج.
الزميل رئيس التحرير متحدثاً عن كفاءة الخطط الأمنية في موسم الحج
رئيس التحرير: نفتخر بكفاءة رجل الأمن ومستوى تنفيذه الخطط وإدارة الحشود
أوضح الزميل رئيس التحرير الأستاذ تركي بن عبدالله السديري أن موسم الحج لم يكن قبل ثلاثين أو أربعين سنة بأعداده القليلة، وإمكانات تجهيزه المحدودة، وخدماته المتواضعة، وطبيعة الظروف السياسية والأمنية المحيطة به، مثل ما هو عليه اليوم من نقلة نوعية هائلة في حجم المشروعات، وأعداد الحجاج، والخطط الأمنية المتطورة بفعل التقنية، وكفاءة تأهيل رجل الأمن وتراكم خبراته وتعدد مسؤولياته لضمان نجاح موسم الحج.
وقال خلال ترحيبه بقيادات أمن الحج في مستهل "ندوة الثلاثاء" إن منظومة الأمن في موسم الحج، وإدارة الحشود الهائلة من الحجاج في منطقة جغرافية لا تتجاوز عدة كيلوات، وضمان تنقلهم في زمن محدود، وتوفير كل الخدمات لهم؛ خير دليل على كفاءة مؤسسات الدولة، ومستوى تنفيذ الخطط، والتنسيق بين الجهات الخدمية.
وأضاف أن مشروعات التطوير التي شهدتها المشاعر المقدسة، وأشرف عليها رجلنا العظيم "عبدالله بن عبدالعزيز"، وتحديداً منشأة جسر الجمرات، وقطار المشاعر، إلى جانب ما يجري عليه العمل حالياً في المسجد الحرام من توسعة صحن الطواف، والساحات المحيطة به، وقبل ذلك توسعة المسعى.. كل ذلك يعطي انطباعاً للحجاج والمعتمرين وعموم المسلمين أن الدولة السعودية تنفق بسخاء على الحرمين الشريفين، وتبذل المال والتجهيزات والخدمات لتسهيل أداء نسكهم بأمن وسكينة.
وأشار إلى أن الدور الكبير الذي تبذله لجنة الحج العليا برئاسة الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، ولجنة الحج المركزية برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة، يؤكدان أن خطط الحج متكاملة، واستباقية قبل وقوع الأحداث، وعلى مستوى عالٍ من التجهيزات المتطورة.
بيانات وأرقام كل موسم ليست للحفظ وإنما لاتخاذ القرار
تساءل الزميل "محمد المرزوقي" عن التحديات التقنية في موسم الحج، وفكرة قاعدة البيانات، ومدى الإفادة من الدراسات الأمنية والخدمية؟. وأجاب اللواء "خالد القحطاني"، مبيناً أن التقنية تلعب دوراً كبيراً في تطبيق خطط أمن الحج، ويُعتمد عليها كثيراً في سهولة وسرعة نقل المعلومات، والصور، والمراقبة، وتنسيق الجهود، وبالتالي التحديات التقنية ليست هاجساً بقدر ما هي مسؤولية في حسن الاستخدام لتقديم خدمة أفضل، مشيراً إلى أن قاعدة البيانات والإحصائيات متوافرة في نهاية كل موسم حج، ويُعتمد عليها في إعداد خطط الموسم الذي يليه، وبالتالي البيانات والأرقام ليست للحفظ، وإنما يُبنى عليها قرارات وتفاهمات وتنسيق بين الجهات الموكل إليها خدمة الحجاج. وقال إن هناك إدارة مختصة معنية بالدراسات والتطوير في الأمن العام، وتولى جانب الحج بمزيد من الاهتمام، خاصة في الجوانب الأمنية، أو البيئية، أو حتى النقل، مبيناً أن هذه الدراسات موجودة، ومتاحة للباحثين، وتُعد مرجعاً للجهات ذات العلاقة، ويستفاد منها في تحسين مستوى الخدمات، وتطبيق أعلى معايير السلامة.
الازدحام داخل المخيمات ليس مبرراً كافياً للبناء في مشعر منى!
طرح الزميل «سليمان العصيمي» سؤالاً عن مشكلة الازدحام داخل المخيمات في مشعر منى، ومن بين أسبابها تواجد مواقع بعض الجهات الحكومية التي لا تقدم خدمات مباشرة للحجاج، كذلك عدم السماح بالبناء في منى بدلاً من الخيام؟، وأجاب اللواء «جمعان الغامدي»، موضحاً أن هناك لجنة مختصة في توزيع المواقع، وتم هذا العام توزيع المخيمات قبل وقتٍ كاف، والاستلام تم في نهاية شهر شوال الماضي، إلى جانب نقل بعض الجهات الحكومية التي لا تقدم خدمات مباشرة إلى الحجاج خارج مشعر منى؛ للتخفيف من الازدحام، مشيراً إلى أن جميع المشاعر مُقسمة إلى مربعات، وكل مربع مكتملة فيه جميع الخدمات بما يتناسب مع أعداد الحجاج في كل خيمة، مؤكداً على أن الجهات الأمنية حاضرة في جميع المخيمات لخدمة ضيوف الرحمن، والتبليغ عن أي ملاحظات بما فيها حالة الازدحام التي قد تتحول إلى مشكلة لو لم يتم تداركها، مشدداً على أن الخيام هي الحل المتاح حالياً، أما فكرة البناء في مشعر منى فهذه خاضعة للدراسة من جهات أخرى وليس للأمن العام وحده مسؤولية تقرير ذلك.
وعلّق اللواء «عبدالله الزهراني»، مبيناً أن انتشار الكاميرات داخل المشاعر ليس محصوراً في الجانب الأمني فقط، بل حتى في جانب الخدمات، فلو كان هناك ازدحام في مخيم ما، أو مربع ما؛ فإن جميع ممثلي الجهات الخدمية والأمنية متواجدون في مركز القيادة والسيطرة، وبالتالي يباشرون أي عمل طارئ، أو لا يرتقي إلى الخدمة المطلوبة للحجاج، بما في ذلك ملاحظة الكثافة البشرية في المخيمات، إلى جانب توفير أمنهم، واستقرارهم لأداء نسكهم.
وعلّق اللواء «خالد القحطاني» أن البناء في منى موجود، من خلال عمائر محدودة خاصة لضيوف الدولة، وخدمات حج (VIP)، ولكن هذه التجربة لا تعني التعميم من دون رأي شرعي من هيئة كبار العلماء، ودراسة فنية من قبل الجهات المعنية، وأخرى تراعي كافة الجوانب الأمنية، وبالتالي ليس الازدحام بسبب عدم البناء في مشعر منى، ولكن بفضل تزايد أعداد الحجاج عاماً بعد آخر.
وقف خدمات من يحج بلا تصريح ومنع المتسللين على مداخل مكة
تساءل الزميل "سالم الغامدي" عن مخالفي الحج بلا تصريح؟، وكيفية التعامل مع المتسللين؟، وأجاب اللواء "خالد القحطاني" من يحج بلا تصريح من السعوديين تُحجز مركبته ويُبصّم ثم يعاد وتطبق عليه العقوبة لاحقاً بعد إيقاف خدماته في الجهاز، أما المقيمون المخالفونن فعقوبتهم الترحيل بعد مراجعة الجهات المختصة، ووضعهم ضمن قائمة الممنوعين من دخول المملكة لمدة قد تصل إلى عشر سنوات.
وقال إن أمن الطرق مع جهات أمنية أخرى بدأت بوضع نقاط تفتيش على الطرق البرية ومنافذ التهريب المؤدية إلى مكة منعاً للتسلل، كما تم وضع مراكز ضبط أمني حول العاصمة المقدسة يعمل فيها رجال أمن الطرق، وأدينا فيها دور أمن الجوازات، مع الاستعانة بالأجهزة القارئة "الباركود" للتحقق من سلامة التصاريح، إلى جانب استحداث قيادة اسمها مراكز الأمن الضبطي الموقتة التي تعمل على الطرق غير المعروفة أو الطرق الترابية، ويتولاها الأمن العام ويشاركهم المجاهدون ومجموعة من أمن الطريق ومجموعة من قوة منع الافتراش، بمحاصرة مرتاديها.
وأضاف أن ضبط مداخل مكة سيبدأ هذا العام من مداخل ومخارج المدن المؤدية إلى منطقة مكة المكرمة، ففي الرياض تبدأ من نقاطها التفتيشية والمنطقة الشرقية والباحة والمدينة المنورة، وهكذا كل المناطق التي تؤدي إلى منطقة مكة المكرمة، ومنها نبدأ الفرز، ويرافق أمن الطرق مجموعة من وزارة النقل، ويطبقون المخالفات الخاصة بالوزارة؛ لأن كل الحافلات المفترض أن تكون مرخصة من وزارة النقل لتعمل في الحج.
المهمة ليست سهلة ورفع الشعارات ممنوع!
أشاد الزميل "عماد العباد" بما يجده ضيوف الرحمن من حسن تنظيم وإدارة للحشود في موسم الحج، مبيناً أن الخدمات المقدمة في أيام معدودة، والتنقل بين المشاعر في زمن قصير، وفي مساحة جغرافية محدودة هو دليل على نجاح المملكة في تنظيم موسم الحج، وهو ما نراه من تقدير دول العالم الإسلامي، والحجاج أنفسهم، وبالتالي نشد على أيدي الجميع لتقديم أرقى الخدمات، وضمان تواصل النجاح.
وعلّق اللواء "جمعان الغامدي" من أن المهمة ليست سهلة، ولكنه قدر هذه البلاد حكومة وشعباً أن يختارهم الله لخدمة ضيوفه من كل فج عميق، ويسارعوا إلى العمل في توفير كل ما يحتاجونه من أمن وغذاء ودواء ونقل، وقبل كل ذلك سكينة في أداء النسك، مؤكداً أن جهود مؤسسات الدولة متكاملة، ومتناغمة لتقديم ما يجب أن يكون للحجاج كل في مجاله، إلى جانب أن إدارة الحشود الكبيرة هي واحدة من أهم التحديات التي يواجهها رجال الأمن باقتدار، وهو ما يعزز من مسؤولية الحضور ليس فقط للتنظيم والتوجيه، وإنما أيضاً لضمان سلامة الجميع، وعودتهم إلى بلدانهم وقد تحقق لهم من الدعوات والأجر والمغفرة ما يطمعون فيه، محذراً أن الحج عبادة وسلوك حضاري، ولذا لن نسمح بتسييس الحج، أو رفع شعارات، أو استغلال الظروف المحيطة في المنطقة من كائن من كان، مؤكداً أن طبيعة الموقف هو من يحدد أسلوب التعامل مع المخالفين، مع ضرورة ضبط النفس إلى أقصى ما يجب.
مهمة التصدي أمنياً ل«الواتساب» و«تويتر»
تساءل الزميل "د. أحمد الجميعة" عن مدى تأثير برنامج "الواتساب" وشبكات التواصل الاجتماعي، و"تويتر" تحديداً في نقل المعلومات والصور خلال موسم الحج؟، وهل ستشكل ضغطاً إعلامياً من الجمهور حول تقييم مستوى الخدمات؟، وأجاب العقيد "سامي الشويرخ"، مبيناً أن الأمن العام لديه حسابات توعية في شبكات التواصل الاجتماعي خلال موسم الحج؛ لنشر المعلومات الصحيحة من مصادرها، إلى جانب التصدي لمحاولات بعض المغرضين لنشر الشائعات، أو إثارة بعض المواقف السلبية من خلال برنامج "الواتساب"، وبالتالي وجود مثل هذه الحسابات يصحح المعلومة الخاطئة، ويكذّب الأخرى المُختلقة.
وقال:"نحن في الأمن العام لا نخشى النقد؛ لأننا بصراحة لا يوجد لدينا شيء نخفيه"، موضحاً أن النقد البناء هو ما ننتظره من المغردين في "تويتر"، وليس نشر الشائعات واختلاق القصص، أو "فبركة" الصور، وبالتالي ما يهمنا هو تقديم خدمة أفضل للحجاج، وهذا لن يتحقق إلاّ بمشاركة الجميع، حتى ممن هم في شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تقديم أفكار ومقترحات تساعد رجال الأمن وغيرهم على تبني المبادرات الإيجابية نحو مزيدٍ من العمل المشرّف لضيوف الرحمن.
المشاركون في الندوة أكدوا أهمية تعاون الحجاج والتزامهم التعليمات خلال موسم الحج عدسة - نايف الحربي
رئيس التحرير مع قيادات أمن الحج للتاكيد على أهمية تنفيذ الخطط الميدانية لضمان سلامة ضيوف الرحمن وراحتهم
المشاركون في الندوة
اللواء جمعان بن أحمد الغامدي مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون الأمن الجنائي
اللواء عبدالله بن حسن الزهراني مساعد مدير الأمن العام للتخطيط والتطوير قائد مركز القيادة والسيطرة
اللواء خالد بن نشاط القحطاني قائد القوات الخاصة لأمن الطرق
العقيد سامي بن محمد الشويرخ مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام
المقدم محسن بن يحيى الشهراني مدير إدارة الشؤون الإعلامية بالأمن العام
حضور الرياض
سالم الغامدي
سليمان العصيمي
د. أحمد الجميعة
عماد العبّاد
محمد المرزوقي
عبدالله الحسني
منيف العتيبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.